الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 10:01

عيد ميلاد حزين في فلسطين

مصطفى محمود
نُشر: 27/12/23 21:23

تحتفل الطوائف المسيحية في أنحاء العالم بعيد الميلاد، لكن هذا العام يختلف عن غيره في فلسطين، حيث تشهد البلاد ظروفاً صعبة للغاية، تمثلت في عدوان إسرائيلي على قطاع غزة استمر أكثر من 78 يوماً، وفرض حصار على المدينة المقدسة بيت لحم، مما دفع الكنائس إلى إلغاء الاحتفالات.
ويقدر تعداد مسيحيي فلسطين بنحو 2.3 مليون نسمة أغلبيتهم المطلقة تقيم خارج فلسطين، منهم نحو 45 ألفا فقط في الأراضي المحتلة منذ عام 1967 بينهم 40 ألفا في الضفة، و4 آلاف في القدس، ونحو ألف في قطاع غزة،  في حين يقيم نحو 114 ألفا داخل أراضي الـ48.
وتعد مدينة بيت لحم من أهم المدن السياحية في فلسطين، حيث تستقبل ملايين السياح سنويًا خلال موسم أعياد الميلاد. 
وفي ظل هذه الظروف، كان قرار الكنائس الفلسطينية بالاقتصار على المراسم الدينية وإلغاء الاحتفالات أمراً منطقياً، حيث أن عيد الميلاد هو عيد للسلام والفرح، لكن فلسطين تفتقد للسلام والعدالة والحرية.
واختفت أضواء الاحتفالات وشجرة عيد الميلاد التى عادة تزين ساحة المهد كما اختفت حشود الزوار والشباب الذين يجتمعون فى البلدة الواقعة بالضفة الغربية كل عام للاحتفال وحل بدلا منهم العشرات من دوريات الأمن الفلسطينية فى الساحات الخالية، وأحاطت الأسلاك الشائكة بالمشهد فى بيت لحم ولم تعكس الأنقاض الرمادية أيا من الأضواء المبهجة والألوان التى تملأ الساحة عادة خلال موسم عيد الميلاد. وزاد الطقس البارد الممطر من الحالة القاتمة.
ومن المفرح أن قرار إلغاء الاحتفالات بعيد الميلاد، هو قرار شعبي نتيجة استطلاع لرأي الأهالي في المدينة، حيث أجمعوا على إلغاء مظاهر الاحتفالات مع الحفاظ على روح العيد بإقامة الصلوات والطقوس الدينية، وهو ليس قرار كنسيا أو حكوميا.
وأعرب العديد من المسيحيين الفلسطينيين عن حزنهم وخيبة أملهم بسبب إلغاء الاحتفالات. وقالوا إن عيد الميلاد هو عيد للسلام والفرح، لكن الظروف الحالية في فلسطين لا تسمح بذلك.
وشكل إلغاء احتفالات عيد الميلاد في مدينة بيت لحم ضربة موجعة لاقتصاد المدينة، حيث تمثل هذه الاحتفالات موسماً مزدحماً للسياحة والتجارة، وبحسب تقرير صادر عن وزارة السياحة الفلسطينية، فإن إلغاء الاحتفالات سيؤدي إلى خسائر اقتصادية تصل إلى 100 مليون دولار.
وتواجه الضفة الغربية تحديات اقتصادية كبيرة، حيث يعتمد اقتصادها بشكل كبير على المساعدات الخارجية، ويعاني من القيود الإسرائيلية المفروضة على حركة الأشخاص والبضائع. وقد أدت الأحداث الأخيرة في الضفة الغربية، بما في ذلك الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة واحتجاجات الفلسطينيين على الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى، إلى تفاقم هذه التحديات.
وعلى الرغم من هذه التحديات، فإن تضامن الفلسطينيين في الضفة الغربية مع غزة مهم من الناحية السياسية. فهذا التضامن يعكس ترابط الفلسطينيين اتجاه قضيتهم، ويؤكد على رفضهم للظلم الذي يتعرضون له من قبل إسرائيل، ويؤكد على أن الفلسطينيين ينظرون إلى أنفسهم كشعب واحد، وأن غزة ليست مجرد قطاع منفصل عن الضفة الغربية.
وفي ظل هذه التحديات، فإن الدعم العربي للاقتصاد الفلسطيني ضروري. ويمكن أن يشمل هذا الدعم تقديم المساعدات المالية، ودعم المشاريع الاقتصادية، وتعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول العربية والسلطة الفلسطينية.
ويأمل الفلسطينيون أن يأتي عيد الميلاد القادم في ظروف أفضل، حيث تتحقق السلام والعدالة والحرية للشعب الفلسطيني، معتبرون أن رسالة عيد الميلاد من بيت لحم هذا العام، هي وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، انطلاقا من أحقية الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة.
 

مقالات متعلقة