بعد انتهاء حرب اسرائيل على ايران والتي استمرت 12 يوما، خرج الينا نتنياهو معلناً انتصاره على بلاد فارس، كما خرج الزعيم الإيراني علي خامنئي الذي يحمل صفة "المرشد الأعلى" لهذه الدولة التي كانت في يوم ما امبراطورية صديقة حميمة لإسرائيل، ليعلن هو أيضاً ان بلاده رفعت راية النصر على إسرائيل وعلى حليفها "الشيطان الأكبر" أمريكا. هكذا يستنتج من التصريحات والفرق كبير بين الكلام والواقع الذي يؤكد بكل بوضوح أن الدولتين منيتا بخسارة رغم اعلان كل منهما "النصر."
النصر في المفهوم العسكري يعني أن الطرف الآخر أعلن الاستسلام، وإيران لم تستسلم وكذلك الأمر بالنسبة لإسرائيل، وما جرى هو فقط وقف لإطلاق النار، ولا أحد يدري الى متى. نتنياهو استغل فرصة الانشغال "بنشوة النصر" للتلاعب بمشاعر الإسرائيليين والعرب معا ليعلن عن قرب تطبيع مع سوريا. وعلى هذا الأساس بدأت الماكنة الإعلامية لنتنياهو بالتحرك في هذا الاتجاه رابطة ذلك بالزيارة التي سيقوم بها نتنياهو لواشنطن الاثنين القادم .
هذه الزيارة يرى فيها البعض ملامح لإحداث تغييرات في المنطقة وتحوّل إستراتيجي في موازين القوى الإقليمية، "وسط زحمة مشاريع يجري التخطيط لها خلف الكواليس، لا تقتصر على إنهاء الحرب في قطاع غزة بل تتطلّع إلى تحقيق تسوية أوسع وأكثر طموحاً، تشمل إنهاء حالة العداء بين سوريا وإسرائيل، واستكمال التطبيع مع دول الخليج."
لكن ليس مهماً ما يراه البعض بل الأهم ما يدور من آراء في الشارع السوري حول موضوع التطبيع.
أستاذة العلوم السياسية في جامعة لانكستر رهف الدغلي، ترى أنه يمكن تقسيم المواقف في سوريا حالياً حيال قضية التطبيع إلى ثلاث فئات: الأولى، ترى ضرورة وضع نهاية للأوضاع المأساوية التي تعيشها سوريا منذ عام 2011، لذا فإنها قد تقبل بالسلام مع إسرائيل. والفئة الثانية، تعارض أي اتفاق مع إسرائيل من دون تخويل شعبي خاصة وأن الشرع لم ُينتخب. أما الفئة الثالثة فإنها تعارض التطبيع بشكل عام .
الغريب في الأمر، ان موجة الحديث عن التطبيع مع سوريا تتكثف بعد الزيارة الأخيرة لسوريا التي قام بها القس جوني مور، الذي كان مستشارا للبيت الأبيض خلال ولاية ترامب الأولى، والحاخام أبراهام كوبر، من مركز سيمون فيزنتال اليهودي العالمي. وكان القس والحاخام قد التقيا الشرع في دمشق الشهر الماضي وتوقعا أن تشهد العلاقات السورية الإسرائيلية تطورات ايجابية نحو التطبيع بين الطرفين،
نقطة في غاية الأهمية لا بد من الإشارة اليها وهي أن الحاخام مور قام بزيارة مماثلة للإمارات والبحرين قبل وقت قصير من تطبيع البلدين مع إسرائيل، وقيل وقتها انه ليس من المستبعد أن تكون الزيارة قد مهدت الطريق بشكل غير مباشر لاتفاقيات عام 2020 لتطبيع العلاقات.
وأخيراً...
هل تكون زيارة الحاخام مور لسوريا تصب في نفس الاتجاه مما يعني مغامرة الشرع (لو وافق على التطبيع) التخلي عن مبادئه الدينية والسياسية؟ ننتظر.
تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency