انظروا ماذا حدث ويحدث الآن في سوريا , هل نحن نعيش في القرن الـ21، أم الواقع اثبت اننا ما زلنا نعيش فعليا في العصر الجاهلي. وإن العصبية القبلية والطائفية متغلغلة عميقا في عقول ونفسيات هذه الشعوب حتى النخاع وينقلونها بالوراثة من جيل الى جيل، , لقد مر على هذه الشعوب العربية قرون وقرون من الزمن ولم تتعظ مما حدث لها في التاريخ، ولم تتعلم ان داء العصبية القبلية والفتن يحرق الأخضر واليابس وتدمر الشعوب والمجتمعات ويشكل حجر عثرة امام وحدتها وتقدمها.
واستغرب كيف بأبناء الوطن الواحد الذين كانوا البارحة جيران وتربطهم علاقات اجتماعية وجيرة , فجأة ينقلبون رأسا على عقب ويقتلون بعضهم البعض لأبسط الاسباب ويقيمون الأهازيج القتالية وتفكيرهم العاطفي والمزاجي ادى بهم الى مزيد من سفك الدماء وغياب الحكمة والتفكير العقلاني , منظر الاقتتال والدمار تقشعر له الابدان وبدمي القلوب , قتل بدون رحمه وبدون مخافة الله او بدون اي اعتبار لحياة الانسان والجيرة والمصير المشترك كأبناء وطن واحد , انه الجهل والحقد والكراهية ورواسب الجاهلية التي تملاْ القلوب وتجعل الانتقام سيد الموقف ,
الدولة التي يتكون مواطنيها من أعراق وقوميات وطوائف مثل سوريا اذا لم يكن الحكم المركزي فيها قويا تكون غرضه لصراعات طائفية والى ميول بعض الطوائف الكبيرة بالانفصال من الدولة الأم اذا وجدت دعم خارجي. .
خسارة ومليون خساره للدماء التي تسفك بدون سبب وجيه , هل هذا عمل شيطاني او مؤامره أو غضب إلهي على الشعوب العربية؟ يؤسفني القول ان النداءات للعودة الى الرشد والعقلانية والحكمة وحل الازمة سلميا لن يجدي نفعا , لان هذا هو قدر الشعوب الغربية ان تبقى في صراع مع ذاتها وتهلك شبابها وتخرب بيوتها وتعيش في الحضيض الى يوم الدين بسبب الطائفية.
للتذكير فقط خلال خمسة العقود الاخيرة خاضت الشعوب العربية في لبنان وسوريا والعراق واليمن وليبيا والصومال والسودان وغيرها من الدول حروب اهلية طائفية قتلت مئات الاف ودمرت اوطانهم وشتت شعوبهم وخسروا ثرواتهم ولم يتعظ العرب من كل التجارب التي مروا بها , والذي لا يتعلم من تجاربه وتجارب الغير يعتبر مصاب بالغباء وعقله مخرب.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com
تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency