تكريم ووفاء
الأستاذ المرحوم محمد أحمد أبو ريا (أبو جعفر)
من الرواد الأوائل في مسيرة التربية والتعليم
بقلم: غزال أبو ريا
نقف اليوم بكل احترام وإجلال أمام سيرة رجلٍ من رجالات سخنين الأوائل، أحد الرموز التربوية التي خطّت بمداد الصدق والانتماء بداية طريق التعليم في بلدتنا.
الأستاذ محمد أحمد أبو ريا (أبو جعفر)، من أوائل المعلمين في سخنين، ممن حملوا همّ العلم والمعرفة في زمن كان فيه التعليم منارة نادرة، لكنّها كانت تُضيء القلوب والعقول.
بداية الطريق
تلقّى تعليمه الثانوي في مدرسة "يني يني " كفر ياسيف وهو خريج الفوج الاول من المدرسة سنة 1952. وهي إحدى أقدم المدارس العربية في الجليل، وهناك نهل من معين المعرفة، وتأثر بالمناخ الثقافي الوطني، ليعود إلى بلده حاملًا رسالة التعليم، وغارسًا لبذور الوعي في أذهان أجيال كاملة.
المعلم الإنسان
أبو جعفر لم يكن مجرد معلم، بل كان رمزًا للهيبة والاحترام، للبساطة والصدق، للعلم والإخلاص.
كان حضوره في الصف يزرع الطمأنينة، وكلمته خارج الصف تحمل حكمة الكبار وحنان الآباء.
أسلوبه التعليمي
الأسلوب التعليمي الفعّال هو الذي يلامس القلب قبل العقل.
وقد كان أبو جعفر من أوائل من فهموا أن التعليم الناجح لا يقوم فقط على التلقين، بل على التحفيز، والمرح، وبناء علاقة إنسانية مع الطالب.
حين يدمج المعلم بين الجدية والمرح، وبين المعلومة والحافز، يصبح الصف مساحة للإبداع لا للحفظ فقط.
فالمعلم الناجح لا يُلقّن… بل يُلهم، ولا يفرض النظام… بل يخلق الشغف.
التحفيز والمرح ليسا ترفًا، بل أدوات أساسية لبناء جيل يُحبّ التعلّم.
عندما افتتحت جامعة حيفا ابوابها لاستيعاب الطلاب لنيل اللقب الاول التحق لمسار اللغة العربية في الجامعة وخلال يومه الاول قال لزملائه العرب " ان المحاضرين يعلمون العربي بالعبراني" فعندها احتراما وتقديرا وحبه للغة العربية وتعلمها عن شغف وحب التحق بكلية الشريعة في الخليل في منتصف السبعينات وانهى لقب اول بموضوعي الشريعة الاسلامية واللغة العربية. بالاضافة لمدرس عمل محاضرا في كلية اعداد المعلمين العرب في حيفا لموضوع اللغة العربية والتربية الاسلامية .
أثره في المجتمع
امتدت بصمته إلى كل بيتٍ في سخنين. خرّج أجيالًا حملت علمًا وخلقًا، وكان له الدور الريادي في ترسيخ مكانة المعلم كمربٍ وقائد ومصدر ثقة.
ظلّ حتى أيامه الأخيرة مثالًا يُحتذى في السلوك، في العمل المجتمعي، وفي نُبل الرسالة.
رحمك الله، أبا جعفر
ولد المرحوم سنة 1936 وتوفي بتاريخ 01/03/2003
ستظل في قلوبنا، في ذاكرة طلابك، وفي ضمير سخنين التربوي والإنساني.
رحلت بالجسد، لكنك باقٍ في الأثر… في الحرف الذي كتبته، وفي القيم التي زرعتها.
العزاء بعملك، وبتراثك الطيب، وبالذرية الصالحة التي تواصل طريقك.
تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency