ارجو سيادة الرئيس ان لا يعود المجتمع السوري الى الوراء , الى الجاهلية الأولى بإعادة مارد العصبية الطائفية يتحكم في مناحي الحياة الذي يدمر الأفراد والمجتمعات ,ويعرض السلم الأهلي في المجتمع الى خطر شديد , ويمس بأمن وامان كل فرد , ويؤثر سلبا على مستقبل الأجيال , والعصبية الطائفية للأسف تستيقظ وترفع رأسها عاليا من حين الى آخر في مجتمعاتنا العربية , والعنصرية الطائفية ما زالت متجذرة عميقا في عقول الكثرين وهي تفسد العلاقات , وتؤدي الى الاقتتال الطائفي وقطيعة بين أبناء البلد الواحد, وتنقلب حياة الناس الى جحيم , ويجب الاعتبار والاتعاظ من تجارب الماضي, وهذه العنصرية حصيلة تربيه مغلوطة وخاطئة ونابعة عن ضيق تفكير وثقافة متدنية , وثبت بالدليل القاطع والواضح أن الذي يمزق المجتمعات ويؤدي الى الاقتتال والى تشريد الناس من بيوتها هي العصبية الطائفية والمذهبية وتطرف الآراء والمواقف , وعدم احترام الانسان الآخر والرأي الآخر وحرية التعبير , وكذلك عدم احترام الجيرة والجيران , فها نحن نرى ما هي نتيجة التعصب الطائفي والقبلي في الوطن العربي , حروب أهليه أحرقت الأخضر واليابس ودمرت البنية التحتية والمدارس والجامعات والمساجد والكنائس ويتمت الاطفال ورملت النساء , وشردت الناس من بيوتها , ناهيك عن الآثار النفسية والجرح العميق المدمر لنفوس ألأجيال والتي يصعب الشفاء منها .
سيادة الرئيس ,التعصب الطائفي أو المذهبي لا يتكون من فراغ فهو نتيجة التربية الاسرية الخاطئة , وعلى الاهل وكل فرد أينما كان موقعه ان يكف عن تغذية العصبية الطائفية وان يحذر كل الحذر من التحريض ضد الغير المختلف عنه في العقيدة وفي الاراء والمواقف ,وعلى الجميع الاتعاظ وتعلم الدرس مما حدث ويحدث حولنا من أحداث وحروب يندى لها الجبين بسبب العصبية الطائفية والقبلية والمذهبية ¸فأبناء البلد الواحد أشبههم وكأنهم موجودون في سفينة , وأي إنسان يثقب بطنها ستغرق السفينة وما عليها , ولذا على كل انسان عاقل ان ينبذ العصبية الطائفية ويسعى الى احترام الغير ويدعو الى التآخي واحترام الجيرة , وحل المشاكل بالحكمة والتروي بعيدا عن أساليب العنف , لخلق الجو الإيجابي والمحيط الهادي لتربية الأجيال بعيدا عن الطائفية والأحقاد والكراهية والبغضاء .
السيد الرئيس, لا تربوا أولادكم على الولاء والانتماء الى الطائفة كبديل عن الوطن , ولا تدمروا الوطن من أجل الطائفية , فالشعب السوري عانى الأمرين من الحرب الطائفية في العقد الأخير , فإذا أردت بناء سوريا من جديد لا تبنوها على الطائفية , بل اصهر كل أبناء الطوائف والقوميات في قالب المواطنة الصالحة ولا تميز بين طائفة وأخرى , وارجو اجراء صلح تاريخي بين اخوننا طائفة الموحدون الدروز التي هي امانة في عنقك وجزء لا يتجزأ من مكونات الشعب السوري مع الطوائف الاخرى يعيد السلام والوئام والاحترام المتبادل بين جميع مكونات المجتمع السوري , وعامل جميع الطوائف والقوميات بالتساوي وسوف ترى الشعب السوري كله يشارك في بناء سوريا الجديدة التي تسعى الى بناء علاقات سليمة مع جميع دول الجوار.
الدكتور صالح نجيدات
تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency