رانية مرجية
نُشر: 25/07/25 08:49

عندما يأتي النهار،

يتعثر المساء بثوبه الثقيل،

تتثاءب الشمس

كأنها نسيت الطريق إلى الغروب،

تُزيح عن الأفق وجعًا متراكمًا

وترتدي قبعةً من رماد.

تسحب معها جوارب الليل

وتخبّئ في طيّاتها طفولتنا الضائعة،

شخصيتها الأبدية

مرسومة من براءة

قُتلت ذات نكبة.

يخرج الهلال خجِلاً من شقّ الغيم،

يمضي بصمت

مع قافلةِ الأمهات

الحافيات من الزمان،

يواجهن سحابة

احتضنت رائحة الغياب

وأنفاسًا مجففة على وسائد الحجر.

يرتفع الأفقُ من رماده

كأنه يقيم دعامةً لذكرى،

أو يقيّدها حتى لا تطير،

تمشي بثياب اللجوء،

ووجهها لاجئٌ في المدى.

من جراح هذا الصباح

انبثق الفجر كأنينٍ قديم،

نثر أشعتَه على قبور

لم تكتمل فيها أسماء الموتى

ولا تواريخُ موتهم،

وارتفع —

كأنه يعيد صياغة الفقد

من رُكام القلب.

هناك،

أمّ تنهض من قبرها

ظنّت أن الفجيعة انتهت،

لكن الروحَ كانت

على الجانب الآخر من الألم.

حيث كُتب اسمٌ جديد

على حجرٍ متشقق،

وحيث الجوارب لا تدفئ

عظامَ الشهداء.

في هوامش العوالم المتشققة،

في جيوب السماء المثقوبة،

في جوارب الأطفال الممزقة،

تسكن النكبة

كظلٍّ

لا يغادر.

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة