عادات وتقاليد… ونقاش بين زوجين
بقلم: د. غزال أبو ريا. وساطة ثقافية
مدير المركز القطري للوساطة .
عاش زوجان حياة يملؤها الحب والتفاهم، لكن في بعض المواقف كانت اختلافات الخلفية والثقافة والعادات تظهر بينهما، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بالضيافة والتقاليد.
في أحد الأيام، قررا دعوة مجموعة من الأصدقاء لتناول العشاء في منزلهما.
أرادت الزوجة أن تشتري الطعام جاهزًا من مطعم معروف أو استضافة الضيوف في مطعم، مراعاةً للوقت والجهد، بينما أصر الزوج على تحضير الطعام في البيت، قائلاً:
“أمي، رحمها الله، كانت تطبخ للضيوف بكل حب، وكانت تعتبر أن الطهي في البيت جزء من الكرم والترحيب.” كما واعتاد الاصدقاء استضافتهم في البيت ومحرجا استضافتهم في المطعم.
احتد النقاش قليلًا، فكل منهما رأى الأمر من زاويته:
الزوجة تبحث عن الراحة والتيسير،
والزوج يرى في الطهو المنزلي استمرارًا لتقاليدٍ عائلية عزيزة على قلبه.
لكن بدلاً من أن يتحول الخلاف إلى نزاع، جلسا معًا، تحدثا بهدوء، استمع كل منهما لوجهة نظر الآخر، وفي النهاية توصّلا إلى حل وسط:
السَلَطة جاهزة من المطعم، واللحمة تُشوى في البيت، بلمسة من ذكريات الأم ومذاق البيت الأصيل.
وهكذا، كانت المائدة عامرة بالحب قبل أن تمتلئ بالطعام.
رسالة مجتمعية
الاختلاف بين الزوجين أمر طبيعي، بل صحي أحيانًا، إذا ما قوبل بالاحترام والحوار.
لكل منّا جذوره وتجربته، وقد نحمل معنا من الماضي عادات وقِيَم نعتز بها، لكن نجاح العلاقة الزوجية لا يقوم على الغلبة، بل على التفاهم والتوازن.
في هذه القصة، لم يكن الصراع حول “الطعام” فقط، بل حول معنى الضيافة، والحنين للتقاليد، والرغبة في التسهيل.
وعندما أفسح كل طرف المجال لسماع الآخر وفهم دوافعه، تحوّل الخلاف إلى فرصة لتعميق العلاقة، والوصول إلى حل يرضي كليهما.
الدرس المستفاد
في كل بيت، ستظل هناك اختلافات، لكن فن الحياة المشتركة هو أن نحول الخلاف إلى توافق، والصراع إلى مساحة للتعلم والنمو.
تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency