يسجّل المركز الطبي "كرمل" في حيفا إنجازًا تاريخيًا مع تقديم علاج ثوري من نوعه عالميًا لمرضى الورم النقوي المتعدد، (أو كما يُعرف لدى الكثيرين بالورم النخاعي) حيث أظهر نتائج مبهرة تبعث على الأمل. ضمن تجربة سريرية رائدة، تم منح العلاج المبتكر لأول مرة في العالم وفي “كرمل” لمريضة تبلغ من العمر 69 عامًا من سكان حيفا، والتي أبدت استجابة استثنائية للعلاج.

قال د. مئير برايس، مدير معهد أمراض الدم في “كرمل” والمسؤول عن الدراسة: "نشهد نتائج ملفتة قد تبشّر ببداية عهد جديد في معالجة الورم النقوي المتعدد".

العلاج مبني على تكنولوجيا مبتكرة وأدى إلى انخفاض كبير في مستوى البروتين المرضي في الدم – المؤشر لكمية الورم – من 1700 ملغم إلى 26 ملغم فقط خلال ثلاثة أسابيع.

الابتكار العلمي يكمن في الآلية الفريدة للعلاج: جسم مضاد متطور يرتبط ببروتينَين مختلفين على سطح الخلية السرطانية من جهة، ويربط جهاز المناعة بالخلية السرطانية من الجهة الأخرى. هذا الربط يُتيح لجهاز المناعة تجاوز آليات الدفاع الخاصة بالورم ومهاجمة المرض بفعالية.
يضيف د. برايس: "هذه مقاربة ثورية تزداد انتشارًا في السنوات الأخيرة، وقد تُحدث تحولًا كبيرًا في علاج المرضى الذين لم يعودوا يستجيبون للعلاجات التقليدية".

د. منى بلان-حاج، مديرة خدمات علاج الورم النقوي في المركز الطبي، وتُعالج عددًا كبيرًا من المرضى المعقدين، كانت من قامت بإعطاء أول علاج من نوعه عالميًا. وأوضحت أن المريضة تُعاني من المرض منذ ست سنوات وطوّرت مقاومة لكافة العلاجات البيولوجية والكيميائية السابقة. "النتائج الأولية تُبشّر بالكثير، وقد تكون أملًا حقيقيًا للمرضى الذين لا تتوفّر لهم أي علاجات فعّالة حالية"، أضافت.

وقد تم اختيار المركز الطبي "كرمل" ليكون ضمن أوائل المراكز الطبية في العالم المشاركة في هذه التجربة السريرية، ما يُبرز مكانته الرائدة في البحث والابتكار الطبي.

يُذكر أن الورم النقوي المتعدد هو نوع من سرطانات الدم، يتم تشخيص حوالي 700 حالة منه سنويًا في إسرائيل، وهو مرض لا شفاء منه حتى اليوم.
العلاج الجديد يُشكّل أملًا حقيقيًا لمئات، بل آلاف المرضى في البلاد والعالم.
بالتعاون مع كلاليت