ان الصراعات بين الدول العربية المصطنعة حسب تقسيم اتفاقية سايكس- بيكو لا يبرر لأي دولة عربية استدعاؤها للدول الاستعمارية للوقوف الى جانبها وإقامة قواعد عسكرية فيها لحمايتها من اخواتها الدول العربية الأخرى. وللأسف هناك خطط، عبرت عنها الدول الغربية الاستعمارية مفادها إسقاط وتدمير بعض الدول في العالم العربي المعاصر.
فتغير النظام السياسي على سبيل المثال في العراق في زمن صدام حسين كان امنية شيعة العراق في تغيير نظامه السياسي، كما كان أيضا من مصلحة الكثير من الدول العربية المجاورة للعراق ، فتدخل الدول الكبرى ومعها دول عربية شاركت في اسقاط وتدمير الدولة العراقية بسبب احتلالها للكويت خرق الكثير من الخطوط الحمراء والحرمات في المحيط العربي وتغيير النظام السياسي، لا يعني بأي شكل من الأشكال تدمير الدولة العراقية وإسقاط كل أسباب وعوامل وجودها. واسقاط العراق أدى الى تسريح الجيش العراقي وإسقاط كل المؤسسات والدوائر التي تعكس وجود دولة مركزية واحدة للعراق بكل تنوعه وتعدد أطياف شعبه.
ويذلك برزت كل تناقضات الشعب العراقي مع غياب وتدمير تام للدولة القادرة على ضبط الجميع وصيانة مصالح الجميع. ولعل الكثير من التداعيات السلبية التي برزت في الساحة العراقية تعود في أغلبها إلى الخطوة الأميركية الخطيرة التي أقدمت عليها بتدمير الدولة العراقية في ظل شبه غياب لأي إدارة عراقية رافضة لهذه الخطوة. واليوم يسود العراق بسبب تدمير الدولة الفوضى والفساد السياسي والاقتصادي وسوء الادارة والفساد الاجتماعي.
وتجربة العراق، للأسف تكررت في ليبيا، مما جعل كل التناقضات في الشعب الليبي تبرز على شكل صراعات مناطقية وقبائلية وحروب أهلية.
على الشعوب العربية التفريق بين السلطة والدولة وان السعي إلى إصلاح أوضاع السلطة السياسية ينبغي ألا يقود أي أحد إلى القبول بتدمير الدولة كما حصل في العراق وليبيا. فالسلطة تعالج أمراضها ومشاكلها، وتطوير مؤسساتها، ولكن مهما كانت سيئات السلطة، ينبغي ان لا يستعين الشعب بقوى خارجية لاحتلال بلدة وتدمير دولته.
وأخيرا وليس آخرا: مهما كانت سيئات السلطة الحاكمة عليكم السعي الى إصلاح السلطة الحاكمة بعيدا عن النزاعات وإسقاط الدولة وتدمير الجيش ومؤسسات الدولة التي تنظم حياة ومصالح الجميع. لا مبرر الاستعانة بالقوى الاستعمارية من اجل تدمير الدولة. فحافظوا على دولكم والدولة كمؤسسة بأخطائها أفضل بكثير من اللا دولة. لأن اللا دولة يعني الفوضى التامة مع وجود تنافسات وصراعات حقيقية بين مكونات المجتمع والوطن الواحد.
تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency