لماذا لا يستفيد العرب من أخطاء الماضي

صالح نجيدات
نُشر: 12/09/25 15:24

ستة ترليونات دولار وقبل ذلك خمسة ترليون دولار وطائرة بأربعة مئة مليون دولار مرصعه بالذهب والماس، والرقص له بالسيوف المرصعة بالمجوهرات واستقباله بالجياد الأصيلة، ولكن العم سام لم يحترمهم لانه اعتبر ان ما قدموه له هو خاوة مقابل حمايتهم وليس كرم أخلاق، وبما انه هو الحامي لهم فهو يتصرف كيفما يشاء حسب ما تتطلبه مصلحته ولا سيادة لهم على أرضهم وهذا ما اثبته الواقع، ما دام العم سام الحامي لهم، فهو يحتقرهم بقرارة نفسه ويعتبرهم انهم يعملون نواطير وحماة لمصالحه، وهو يستطيع التخلص منهم متى شاء، ولا يحق لهم الممانعة او الاعتراض.

والمبكي والمحزن ان رئيس وزراء قطر صرح انهم يفكرون بفك الشراكة مع العم سام ويبحثون عن دولة أخرى تحميهم، يا له من اذلال ما بعده اذلال، أولا انتم واهمون انكم شركاء متساوون مع العم سام، وثانيا اذا انتم لا تستطيعون حماية أنفسكم لأنكم قاصرون، فلماذا تدعون ان لكم دولة وسيادة؟ من له دولة يجب ان يكون له سيادة وجيش تحمي دولته وشعبه ولا يعتمد على الآخرين لحمايته؟

قال الرسول: لا يلدغ المؤمن من حجر واحد مرتين، ولكن العرب يلدغون مئات المرات دون الاتعاظ وتعلم الدرس. ففي العصر الجاهلي قبل مجيء الإسلام وبالرغم من قسوة الحياة والتعصب القبلي والعادات الجاهلية آنذاك كانت عندهم عزة نفس وشهامة ومروءة وعدم الغدر، واليوم للأسف حدث بلا حرج اهانة واذلال وجبن وهوان وتفكك وخيانة يندى لها الجبين، يستعينون بالاجنبي ضد بعضهم البعض، فما يحدث الآن ليس جديدا، بل جذوره عميقة من أيام الغساسنة والمناذرة حيث شكل كل من القبيلتين حليفاً لدولة أجنبية؛ فقد كانت الغساسنة حلفاء الروم في الشام والمناذرة حلفاء الفرس في العراق، فجاء الاسلام ليخرج العرب من ضلال الجاهلية إلى النور الجديد الذي سيضيء لهم دروبهم، وأول سورة نزلت على النبي محمد تبدأ بكلمة اقرأ، واليوم امة اقرأ لا تقرأ فكيف لها أن تعبد الله دون علم ومعرفة وبصيرة، كيف لها التقدم في هذا العصر، عصر العلم والتكنولوجيا، اذا لم تعرف القراءة والكتابة؟ كيف ستفهم دينها وتطبيقه في الحياة اليومية وفي التعامل مع الآخرين؟ شعوب العالم المتقدمة صنعت المعجزات ووصلوا القمر والشعوب العربية مكانك قف، وهي مستهلكة لما يصنع لها غيرها حتى ابسط الاشياء تستوردها، اما في عصرنا الحالي فقد عبد العرب المال وتقاتلوا على الكرسي والزعامة شر قتال، فالعرب يعانون من أزمة سياسية واجتماعية وتخلف ممتد عبر أجيال وهناك فجوة كبيرة وآخذة في الاتساع بين العرب غير المتطورين وبين العالم المتقدم في زمننا المعاصر، وكل عربي اليوم مهدَّد بأن لا يكون له فجأة وطن أو هوية تحفظ له كرامته ووجوده في العالم.
ماذا فعل العرب ومعظم حكوماتهم لضمان بناء دول قوية قادرة على مواجهة تحديات الحياة وحفظ وجودهم بين دول العالم القوية بدون حماية الاجنبي؟!

العقلية العربية يجب أن تعي الفروق المهولة بينها وبين غيرها من العقليات العالمية التي تصارع في ميادين العلم والعمل والتسلح واستحداث القوانين والسياسات لتحفظ وجودها، وتسيطر على شعوبها، بل وتسيطر على الدول الأكثر ضعفاً منها، لتبقى متفوقة على غيرها بمراحل كثيرة تكفل لها الاستمرار على قمة العالم وقيادته وفق مصالحها ومصالح مواطنيها فقط.

الالتزام بالمبادئ والإيمان بالذات والإحساس بالانتماء بالأوطان كل ذلك لا يأتي بالفرض أو القمع أو العنف أو حتى التعليم، إنما هو شعور راسخ داخل أي فرد مهما كان دوره أو وظيفته، يريد أن تكون له دولة وهوية وكرامة محفوظة في عالم اليوم القوي!

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة