غيمة سرَحتْ
والفراشات قربَ الغدير يصرنَ سدى
وهنالك مطحنة في سبات مكين،
وآلى المهرجُ يأكل صمت المكانِ
يحاجج قبرةً...
ما اغتبطنا ونحن نصوغ المراثي لأكواخنا
بل أتانا الرخام يضمد سمت ادعاءاته
دون أيِّ مقاومةٍ
قد رهنّا عيون العصافير للّيلِ
لم نشرح العتبات التي هي في الأصل
ملْكٌ لنا
غير أنا سنزعم أن المساء الأخير
بدا هادئا
من أنامله سقط الورد نِصْبَ نواظرنا،
وصعدنا إلى الشعراء نفاتحهم
في الحكاية
كيف تموت المياه معلقةً في حناجرهم؟
ولماذا المدينة صارت لديهم تقلّم من
عشبها الغجريِّ الأثير؟
تعالوا إذن ننتمي لبداهتنا
فنلمَّ طواحينها
ونساومها
ونغادر نحو الجهات الجميلةِ
نعطي المدى من لهيب الصداقة قسطاً
نعري الموائد من زمهرير الخيانات
بعدئذٍ ربما سوف نمشي إلى حبرنا مطمئنينَ
عند الهزيع النديِّ
من الطرقاتِ التي تحتفي بسهاد الخطى
وهْيَ ليس تحب مهادنة الهاجرةْ.