صوت فاتن مِن المَرج
ناجي ظاهر
اعتُبر الشاعر الشعبي محمد الزعبي، منذ سنوات بعيدة، واحدًا مِن الأصوات الشعرية الشعبية المُرتفعة في البلاد وخارجها، وقد غنّى للإنسان والأرض، وكل ما وقعت عليه عينُه اللماحة الثاقبة، حتى أنه بات بإمكانك أن تسال عمّا ذا لم يكتب بدل السؤال التقليدي عمّا ذا كتب. تشارك مع العديد مِن كِبار الشعر الزجلي في اعتلاء أكثر مِن منبر، جمع بعضًا مِن أشعاره وقصائده في ديوانين شعريين، اعتبرهما الكثيرون مِن روائع الكتابات الشعرية الزجلية في البلاد. تلقّى تعليمًا جامعيًا عاليًا، وعمل قبل هذا وذاك، في مجال تعليم اللغة العربية لطلاب قريته، وكان بإيجاز شُعلةً مُتقدةً مِنً النشاط.
الشاعر الراحل محمد زُعبي-أبو شادي، مِن مواليد بلدة سولم الواقعة في مرج ابن عامر. ولد عام 1954. تلقّى تعليمه الابتدائي والاعدادي في بلدته، يعدها انتقل ليتلقّى دراسته الثانوية في مدرسة الناصرة البلدية الثانوية، ثم التحق بجامعة حيفا وحصل منها على اللقبين الأول والثاني في موضوع اللغة العربية وآدابها، عمل سنواتٍ طوالًا في سلك التعليم وعُرف بتحبيبه طلابَه اللغة العربية وآدابها. في سنواته الأخيرة عمل في مجال السياحة، وشهد له الكثيرون بأنه كان وكيل سفر مٌميزًا.
ربطته علاقات وطيدة بإخوانه الزجالين العرب المنتشرين في طول البلاد وعرضها، وظهر في مواجهات زجلية، مع كل من الشعراء الزجالين: سعود الاسدي-الناصرة، وائل أيوب-الفريديس، توفيق حلبي من دالة الكرمل، إضافة إلى عدد كبير من الزجالين. الشاعر عبّاس عبّاس من كفر كنا، وصفه بأنه مِن أهم الشعراء ورواد المنبر الشعبي الفلسطيني، مُضيفًا انه كان شاعرًا وزجّالًا وحاديًا شعبيًا عُرف بقصائده وأزجاله وأهازيجه الشعبية وأغانيه التُراثية ومُوشحاته الطلية الجميلة، التي تراوحت بين الإنسانية والاجتماعية والوجدانية الغنائية الفاتنة.
شُغف الشاعر محمد زعبي بالغناء الشعبي مُنذ الصغر وإن صيته ذاع وانتشر في الحفلات والاعراس، ووُصف بأنه كان مُشاركًا فعّالًا في الامسيات الغنائية والزجلية، ُمنوّهًا أنه وصل بعاميته وجزالة أقواله وشفافيته، الى مختلف الشرائح المجتمعية، كما عبّر عن هُمومها، أحزانها وأفراحها.
يُذكر للشاعر الراحل محمد زعبي، أنه بادر إلى تأسيس جوقتين قوليتين، إحداهما وُسمت باسم البيادر والأخرى باسم الامل. شارك في العديد من المهرجانات في البلاد والخارج، وكانت له صولات وجولات في انحاء مختلفة من دول الخارج، منها مهرجان جرش في الأردن ومهرجانات أخرى في بادوفا وتورنتو وجنوا في إيطاليا، كما شارك في مهرجانات، في كلًّ مِن الدنمارك، مدريد وإقليم الباسك.
صدرت له مجموعتان أو ديوانان شعريان، حمل أحدهما عنوان بيدر زجل وقد صدر عام 2011، فيما حمل الآخر عنوان ربيع الزجل وصدر عام 2019.
ربطته علاقات طيّبة بزملائه الشعراء والزجالين، وقد تأثر العديدون منهم بعد سماعهم نبأ رحيله المفجع، ( يوم السبت 21-9-2024)، فكتبوا عنه راثين إياه بحروف الاسى والفقد وقيّموا دوره في إثراء الحياة الشعرية الزجلية في البلاد، وقد ربطت كاتب هذه السطور علاقة طيبة به، ومما أذكره أن العديد مِن اللقاءات جمعت بيننا في هذه الأمسية أو تلك، وأذكر أنه تمّ الاحتفاءُ به في صالون نُهى زُعرب قعوار الادبي في الناصرة، قبل فترة من الزمن، وأنني كتبتُ عنه مقالة كان لها بالغ الأثر في نفسه، وفي نفس كلّ مَن أحبه، وقدّره واحترم عطاءه الملموس.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
*نماذج من أشعار الشاعر الفقيد محمد زعبي
من روائع ما قاله في عيد الام :
عيدك يا أمي بآذار
بموسم تفتيح الأزهار
يا أوسع قلب بهالكون
ويا شمعة بتضوي الدار
وكقوله :
ع قلبي شروط عينيكي بِتملي
وفَراغ الكون نظراتك بِتملي
وإذا الملقى على الموعد بِتم لي
بيكون السعد ع جبيني انكتب
ومن شروقياته ، اخترت هذا النموذج :
كُنت بْزماني ال مضى طير وْإلي جِنحان
حَلّق بجوّ الهنا وِتْرِفّ جِنْحاني
وْكان لي بْمُروج الهوى وِالعاطْفِه بُستان
وْتيجي طيور الغِوى تْغرّد بِبُستاني
وْكـان الرّبيع ان نَقَص بِـجْنينتو ألوان
يخطف لزهرو حلا من زَهِر ألواني
وْيسرق عبير وْشذا من روضنـا الفتّان
تَ يْصير عِندو عَبَق وِمْروج فتّانِي
وْنَحْلات عِندي تِجي وِتْحوم عالأغصان
تِجْني رحيق العَسَل مِن زَهِر أغصاني
وِتْهِبْ نسمِـه رقـيقـة تْداعِب الـرّيـحـان
وْمع كُـل نسمِـة هَـوا بِتْمـيل ريحانِي
وْكُنْت بْساعات الصّفا رندِح غِنا وْألحان
وْرقّص بنات الشّعِر عَ نْغـام ألحاني
وِاليوم صفّى فُؤادي مْنشّف الشريان
يا مين دمّ الصِّبا يْردّو لَشِرياني
تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency