المصلحة العامة في مرآة المجتمع
“في مرآة المجتمع تتجلى الحقيقة: فصلاحه مرهون بتغليب المصلحة العامة على الخاصة، وإلا دفنّاها تحت أنقاض الأهواء الفردية.”
المصلحة العامة تتحدث
مسكينة أنا المصلحة العامة.
الكل يتحدث عني وعن أهمية المحافظة عليّ، كيف لا وأنا الهدف الجماعي الذي ينعم به المجتمع، ويطيب العيش في كنفه، لنصل من خلاله إلى جودة حياة ومناخ أفضل.
لكنني أسأل: هل حقًّا تحافظون عليّ؟
أم أنني مجرد “ورقة التين” التي تُستخدم لتغطية المصالح الفردية؟
هل أتحول إلى شعار أو مطية للوصول إلى مبتغاكم؟
النداء والتحذير
نعم، يجب تقديمي على المصلحة الفردية. وإذا تعارضت المصلحة الخاصة مع مصلحة عموم المجتمع، فلابد من تغليبي بلا تردد. لكن هل يحدث ذلك فعلًا في منظومتنا القيمية والمجتمعية؟
لا، ولست يائسة حتى لا تتهموني، إنما أنا صريحة.
أخاطبكم: أنا لست نرجسية ولا أُبجل نفسي. أنا من أجلكم، لأجل حاضركم ومستقبلكم. ألا تعلمون أن تغليب المصالح الشخصية يقود إلى كوارث تضيع فيها مصالح الجميع؟
أما سمعتم قوله تعالى:
﴿يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون * كبر مقتًا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون﴾
المرآة والمراجعة
قد أكون الضحية، لكن في النهاية أنتم الضحية الحقيقية.
كثيرون يفضلون مصالحهم الخاصة، وهناك تتفتت القيم العليا، فنمشي ونغني بالأهداف الجماعية، لكننا لا نفحص سلوكنا ونهجنا.
تبقى المصلحة العامة الشهيدة، ونمشي في جنازتها. وفي أحسن الأحوال نذرف دمعة عابرة.
القرار الأخير
قررت أن أضع أمامكم مرآة، لتروا أنفسكم وسلوككم ومفاهيمكم، لعلنا نفيق ونوقف الاقتتال على الموارد، والتهميش، والتفرقة، بدلًا من تجميع قدراتنا للنهوض بشعوبنا ومجتمعاتنا.
وسأبقى ـ رغم كل شيء ـ الشمعة التي تضيء لتطرد الظلمة.
تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency