للأسف كل يوم قتيل او اكثر من شبابنا وتخطينا 200 قتل وهذه خسارة كبيرة , فمجتمعنا ينزف دما يوميا وهذا الامر يؤثر على امن المجتمع ووضعه النفسي ومعنوياته , الم يحين الوقت لوقف القتل في مجتمعنا لينعم بنعمة الامن والاستقرار ؟ انه يستحق ذلك بلا شك ، فالاكثرية الساحقة من مجتمعنا مسالمون وينبذون العنف ويتمتعون بالصفات الطيبة والتسامح والتربية الصالحة وبعيدون عن العنف والجريمة ويتمسكون بثوابت الأصالة والدين والعادات والتقاليد العربية الأصيلة والاحترام وتقديس الحياة.
ولكن الذي عكر و يعكر الأجواء الصافية في مجتمعنا منذ اكثر من عشرين عاما من الزمن وعاث الفساد فيه اهمال بعض الأسر لتربية أبنائهم مما دفعهم الى استعمال المخدرات والاتجار بها وبالأسلحة المهربة من اجل الحصول على الربح السهل , فأصبحنا للأسف في مجتمع يحمل بعض أبنائه دوافع الانتقام والقتل واستعمال العنف والخاوة والابتزاز ، والانحراف الأخلاقي والنفسي لهؤلاء الابناء الذين فشل أهلهم بتربيتهم , وبالرغم من ذلك علينا إعادة الامن والأمان الى مجتمعنا بواسطة تطبيق القانون وجمع السلاح المهرب لينعم مجتمعنا بالسلم الأهلي حيث أصبح حاجة وضرورة ملحة .
إن القانون الرادع أهمية كبرى وهو فوق كل اعتبار، لأن القانون يلغي شريعة قانون الغاب والفوضى والانفلات ويضبط تصرفات الناس , ويجعل المجتمع ينعم بواحة من الأمن والأمان، وعلينا إجراء الدراسات الاجتماعية لتشخيص المشاكل ووضع الحلول المهنية لها والتركيز على التربية والتوعية في المدارس ، وكذلك على وسائل الاعلام ومواقع الانترنت العربية ان تساهم في بث التوعية في مجتمعنا وكذلك رجال الدين في دور العبادة بالتطرق الى الانحرافات الشبابية وخطرها على الفرد والمجتمع وتوظيف الخطاب الديني في التوعية والنصح والإرشاد.
لم يعد وضع مجتمعنا يحتمل انتشار العنف والجريمة التي يندى لها الجبين، وارى اليوم ان الكثير من شبابنا يؤمن بالعنف بحل مشاكله وهذا مما يزيد الطين بله ، وعلينا تنشيط دور الأسرة والمدرسة ومؤسسات السلطات المحلية الاجتماعية والتربوية في توعية النشء من مخاطر استعمال العنف كما وعلى مؤسسات المجتمع علاج استعمال المخدرات المنتشرة بشكل واسع بين شبابنا وخطرها على الفرد والمجتمع والتي اعتبرها من اهم مسببات العنف والجريمة في مجتمعنا .
الدكتور صالح نجيدات