الفصحى والهوية العربية: خطورة الدعوات إلى العامية

غزال أبو ريا
نُشر: 12/10/25 20:39

الفصحى والهوية العربية: خطورة الدعوات إلى العامية
بقلم:غزال أبو ريا

اللغة ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل هي مرآة الهوية وثقافة الأمة وتاريخها. العربية الفصحى تمثل الرابط المشترك بين الشعوب العربية منذ قرون، فهي لغة القرآن الكريم، والشعر، والأدب، والفكر، وبها تواصل العرب من المحيط إلى الخليج. لكن مؤخرًا، برزت دعوات لاعتماد اللهجات العامية بدل الفصحى، بزعم أنها أقرب إلى الناس وأسهل في التعليم والإعلام. هذه الدعوات تحمل مخاطر حقيقية على وحدة الأمة وهويتها.

الفصحى لم تكن مجرد وسيلة للتخاطب، بل شكلت عمودًا فقريًا للهوية العربية والإسلامية. بها نزل القرآن الكريم، وكتبت بها الآداب والفنون، وتواصل العرب عبرها رغم تنوع اللهجات. الاستغناء عنها يعني فقدان الرابط المشترك الذي يوحد العرب في وجدانهم وتاريخهم.

خطورة اعتماد اللهجات المحلية تتجلى في عدة مستويات:
 • تفكيك الوحدة الثقافية: استبدال الفصحى بالعامية يجعل العرب جزرًا لغوية معزولة، فيصعب على المواطن المغربي فهم المصري، واللبناني فهم الخليجي، إلا عبر لغة أجنبية وسيطة.
 • فقدان التراث: قطع الصلة بالفصحى يحرم الأجيال من الاطلاع المباشر على القرآن الكريم والتراث الفكري والأدبي.
 • تعميق التبعية: اللهجات المحلية غير مؤهلة لتصبح لغات علمية حديثة، ما يزيد الاعتماد على اللغات الأجنبية في التعليم والبحث.
 • تفكيك القومية العربية: الفصحى رمز جامع للأمة العربية، واستبدالها باللهجات المحلية يعزز النزعات القطرية ويضعف أي مشروع وحدوي.

هذه الدعوات ليست حديثة، فقد رعتها بعض القوى الاستعمارية والمراكز الاستشراقية منذ بدايات القرن العشرين، ساعية إلى إضعاف الصلة بين العرب ولغتهم، وبالتالي إضعاف مشروعهم الثقافي والقومي.

الدفاع عن العربية الفصحى ليس تعصبًا لغويًا، بل حماية للهوية والثقافة والمصير المشترك. المطلوب الحفاظ على الفصحى كلغة للتعليم والإعلام والكتابة، مع السماح للعامية بالبقاء في الحياة اليومية والتراث الشعبي، لضمان توازن بين الأصالة والمعاصرة، وحفظ الوحدة الثقافية للأمة العربية.

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة