سفينةُ الانضباط

خالد عيسى 
نُشر: 11/11/25 21:22

في مطلعِ النهار،
تنهضُ الفكرةُ من سكونِها،
كزهرةٍ اغتسلتْ بندى العزم،
تبحثُ عن معنى النجاحِ في ملامحِ الانضباط،
عن حُرّيةٍ تولَدُ من رحمِ النظام،
لا من فوضى تُزخرفُ العجزَ بألوانِ الأعذار.

الانضباطُ ليسَ قيدًا،
بل وعيٌ يوجِّهُ الخطى نحو بوصلةِ الهدف،
فنٌّ خفيٌّ في إدارةِ النَّفس،
وتهذيبِ الرغباتِ الجامحة،
كي تُحلّقَ الإرادةُ في سماءِ البناء،
دون أن تنكسرَ أجنحتُها في رياحِ التهاون.

هو طريقٌ طويلٌ،
لكنَّهُ طريقُ الأحرار،
يمشيه العارفُ بقيمةِ كلِّ دقيقة،
ويزخرفُهُ بالمثابرةِ والصدقِ والأمانة،
فالقيمُ هي الجذورُ التي تُنبتُ في الأرضِ ثمرًا طيِّبًا،
حين تُروى بالمحبَّةِ والانتماءِ الصادقِ للمجتمع.

الانضباطُ ميزانُ الحياة،
يُقيمُ العدالةَ في البيتِ،
ويزرعُ القدوةَ في المدرسة،
ويُنظِّمُ نبضَ الشوارعِ والطُّرق،
يُعطي الطريقَ حقَّه،
ويمنحُ النظامَ جلالَه،
ويصونُ النَّظافةَ كمرآةٍ تُضيءُ وجهَ الحضارة.

هو سلوكٌ يوميٌّ،
كأنفاسِ الصبحِ،
لا يُؤدّى خوفًا من رقيبٍ،
بل حبًّا للحقِّ،
وإيمانًا بأنَّ الحريةَ لا تُورَثُ إلا لمن أتقنَ فنَّ السيطرةِ على ذاتِه.

في مسيرةِ السفينةِ نحو الرسالة،
يبقى الانضباطُ هو القبطانُ الهادئ،
يمسكُ بالمجدافِ بثقةٍ،
ويمضي بين أمواجِ التحدّي،
لا يخافُ التيارَ،
لأنَّ الهدفَ أمامَه،
ولأنَّ البناءَ لا يقومُ على العشوائية،
بل على نظامٍ يزرعُ المعنى في كلِّ فعلٍ صغير،
حتّى يُصبحَ النجاحُ أسلوبَ حياة،
والحريةُ ثمرةَ مسؤوليةٍ ناضجة.

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة