أردت أن أكتب عن ضرورة الحوار بين الأديان وحضارات الشرق والغرب وعن سياسة الاستغلال والاستعلاء للغرب التي أدت الى في الماضي للحرب العالمية الاولى والثانية من القرن الماضي وما خلفته هذه الحروب من قتل الملايين من بني البشر وكوارث وخراب ودمار فقلت لنفسي الاولى أن أكتب عن الحوار بين العرب واليهود في هذه البلاد وبالذات بعد حرب غزة والصراع الدائر بين اسرائيل والفلسطينيين وفشل المفاوضات ¸وكذلك بعد انتشار العنف الدامي من قبل عصابات المستوطنين المتطرفة في الضفة الغربية التي تلقى الدعم الأيديولوجي والمعنوي من رجال دين يهود ورجال سياسة ووزراء حسب ما ذكر في وسائل الإعلام .
من المفضل ان لا يشارك في الحوار رجال سياسة بل يكونوا من الاكاديميين ورجال الفكر ورجال الدين وهذا من شأنه أن يساهم في انجاح الحوار وأن يرسخ ويقوي أواصر العلاقات بين الشعبين العربي واليهودي ويحد من التطرف , ولا شك أن الحوار أفضل بكثير من خطورة الصدام والعنف والحرب والقتل , وان حصل مثل هذا الحوار قد يسهم في تخفيف حدة التوتر القائم في البلاد وأتمنى أن تنضج ثمار هذا الحوار على أرض الواقع سريعا قبل فوات الاوان .
ولا شك أيضًا أننا ينبغي أن نعظم الحوار بين الأديان والثقافات بين الشعبين لما لها من أثر كبير على أبناء الشعبين ، وأن نبني ذلك على مرتكزات محددة وأسس واضحة للحوار. ومن أهم هذه الأسس :
1- -تحكيم لغة العقل و رغبة جميع الأطراف في نبذ العنف والكراهية والتطرف والإرهاب ، إيمانًا بأن قضية الصراع ليس فيها رابح بشكل مطلق ، وأن عواقب الصراع والعنف والتطرف وخيمة على أبناء الشعبين ، وأنه لا بديل للعرب واليهود عن البحث في القواسم والمصالح المشتركة ، ونقاط الالتقاء لما فيه خير للجميع بعيدًا عن الحروب والصراعات والقتل والاقتتال والتخريب والتدمير.
2- السعي إلى التعارف ، وطريق الانفتاح على الثقافات الأخرى ، وليس الانغلاق المحكم الذي يؤدي بنا إلى الخوف من الآخر المجهول ، فتعميق الوعي بالآخر وثقافته ومجريات حياته يجعله بالنسبة لنا أقل غرابة ، ويجعل الحوار معه أكثر يُسرًا وأسهل مأتى وتناولا . لا بد أن نتعرف على ما لدى الآخر من قيم ومثل وثقافات ، وأن نحلل ذلك تحليلا جيدًا محايدًا ومنصفًا قبل الحكم له أو عليه ، وألا تكون لدينا أحكام وقوالب جاهزة مسبقة في الحكم على الآخرين .
3- أن تكون لدى جميع الأطراف الرغبة الحقيقية والنية الصادقة في إعلاء القيم والمصالح المشتركة وتجنب جميع مظاهر الأنانية والاستعلاء من طرف على الطرف الآخر ,والأخذ بعين الاعتبار الخصوصية والوضع الخاص للمجتمع العربي في البلاد وعدم دعوة أبنائه الى التجنيد بسبب " أن دولتنا في صراع مع امتنا ", وعدم المس بالأرض والمسكن للمجتمع العربي والاعتراف بحقوقه , ولا شك أن التعالي والاستعلاء وإنكار الحقوق من طرف على الطرف الآخر سوف يفشل هذا الحوار ويجلب الأسى والويلات والندم ،ونحن ندعو إلى نشر ثقافة التسامح والتفاهم والسلام لصالح الشعبين .
4- التركيز على الإفادة من النافع والمفيد ، وغض الطرف عن خصوصيات الآخر الثقافية التي لا تتفق مع قيمنا وحضارتنا ، في ضوء الاحترام المتبادل بين الشعبين العربي واليهودي ، من غير أن يحاول طرف أن يفرض قيمه وأنماط حياته الخاصة على الطرف ألآخر ، بل على الجميع أن يُعلي من شأن القيم المشتركة من حرمة الدماء والأعراض والأموال والأرض والمسكن ، والحرص على الأمانة والصدق والوفاء وما أجمعت عليه الشرائع السماوية والقيم الإنسانية ، فيبحث الجميع عن المتفق عليه ، ويعذُر بعضهم بعضًا في المختلف فيه.
5 – أن يبنى الحوار بين الشعبين لا على أساس سياسة فرق تسد بين مسلمين ومسيحيين ودروز بل كلهم طرف واحد , وأن الحقوق تعطى بالتساوي لجميع المواطنين .
تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency