خرجوا يتحدّون الخوف وينشدون متعة ركوب قطار الملاهي السريع المعلّق، فكانوا والرعب الحقيقي على موعد لأكثر من نصف ساعة من الزمن، هي فترة انقطاع التيار الكهربائي عن مدينة الألعاب، وبقائهم معلقين بين السماء والأرض.

كانت تلك هي حال مجموعة من المتنزهين، غير سعداء الحظ بالطبع، الذين قصدوا مدينة الملاهي في ولاية أركنساس الأمريكية، وقرروا أن يجربوا متعة تحدي الخوف، فركبوا القطار السريع المعلََّق، ليجدوا أنفسهم وكأن الزمن قد توقف بهم في المكان الخطأ، رؤوسهم منكّسة إلى الأسفل، وظهورهم مثبتة إلى المقاعد لتشكل مع القطار وسكته مظلة كبيرة فوقهم.

بانتظار الفرج
ناشدو الإثارة هؤلاء أمضوا دقائقهم الثلاثين، وكأنها الدهر كله، قبل أن تتمكن فرق الإنقاذ من إنزالهم من علو 46 مترا، حيث ظلُّوا يحدقون إلى الأرض برعب شديد قبل أن يأتيهم الفرج مع أصوات سيارات الإطفاء وتدافع عمال الإنقاذ لنجدتهم.

واحد على الأقل من المتنزهين لم يستطع الصمود حتى وصول المنقذين الذين نصبوا له ولزملائه سلم النجاة، فأُنزلَ إلى سيارة الإسعاف مباشرة لينقلَ بعدها إلى المستشفى لتلقي العلاج من هول الصدمة.
"كان الأمر مرعبا حقّا،" كلمات تخرج من فم كوني مكابرايد وهي ترتجف خائفة حتّى بعد انتهاء مغامرتها التي لم تردها لنفسها ولم تكن تخطر على بالها.

وتضيف: "أنا أهوى حديقة الترفيه هذه، ولكنَّني لن أركب القطار المعلق السريع بعد الآن."

 

تحديق إجباري
زميلتها أنجيلا سالتر، التي قضت هي الأخرى الدقائق الثلاثين في تحديق إجباري نحو الأرض من تحتها تنتظر الفرج الذي تمنت أن يأتيها من أي صوب لينهي لحظات الرعب، إذ تقول:

"إذا نظرت من حولك، تستطيع أن تتعرف على من كانوا على متن القطار المعلّقَ السريع، لأن وجوههم ما زالت محمرَّة."

ربما كان هناك آخرون على أرض "حديقة الينابيع وشلالات الكريستال للترفيه" من احمرت وجوههم أيضا، لا رعبا ولا خوفا، بل خجلا وإحراجا ممّا حدث.
يقول المتحدث باسم الإدارة: "إننا نحقق بسبب انقطاع التيار الكهربائي."  وبانتظار نتائج التحقيق، ربما يعكف من كانوا على متن القطار المعلّق بتحقيق من نوع آخر ولسان حالهم يقول: ترى كم كانت تلك الدقائق طويلة وكم كان القطار السريع بطيئا هذه المرَّة؟!