للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
أعرب ناصر الشاعر، نائب رئيس الوزراء في حكومة حماس عن ثقته بان تتبنى القمة العربية قرارات بدعم السلطة الفلسطينية، وبان يغير الاتحاد الأوروبي تدريجيا موقفه باتجاه احترام خيار الشعب الفلسطيني.
وقال الشاعر، وهو أكاديمي مستقل اختارته حماس لتولي حقيبة وزارة التربية إضافة إلى منصب نائب رئيس الوزراء أن "هناك وعودا واضحة جدا من الحكوما )العربية) بأنها لن تترك الشعب الفلسطيني وحده .. ونأمل أن يتم ترجمة ذلك إلى قرارات عملية سريعة".
وأضاف الشاعر الذي يشغل عميدا لكلية الشريعة في جامعة النجاح ان "العالم العربي بدأ الآن يستوعب تماما ما هي توجهات الحكومة الجديدة، لا اقصد الشعوب فقط وهي كانت على الدوام حضنا لنا، أنا الآن أتكلم حتى عن الحكومات".
وأضاف أن "الحكومات في الوطن العربي بدأت تدرك أن هذه الحكومة الجديدة تبحث عن عمق عربي، وهذه الحكومات وهذه الدول هي العمق للشعب الفلسطيني، ونحن قناعتنا وأملنا أيضا في أنها لن تتخلى عن هذا الاستحقاق..والاحتضان".
وقالت حماس التي قدم رئيس وزرائها إسماعيل هنية تشكيلة حكومته إلى الرئيس الفلسطيني مساء الأحد، أنها حصلت على مساندة مالية من الدول التي زارتها ومنها السعودية وقطر وإيران لكن لم تعلن بعد أي أرقام رسمية.
وقالت وكالة الأنباء اليمنية الاثنين أن رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل "أكد أن هناك التزاما من الدول العربية التي تم زيارتها بدعم الحكومة الفلسطينية وسيتم ترجمة هذا الالتزام إلى أرقام في القمة العربية المقرر عقدها في الخرطوم أواخر الشهر الجاري."
وتعيش السلطة الفلسطينية ضائقة مالية تنذر بانهيارها بسبب وقف إسرائيل تحويل ملايين الدولارات التي تجنيها شهريا عن السلطة كعوائد ضريبية، وذلك اثر فوز حماس في الانتخابات التشريعية التي جرت في 25 كانون الثاني/يناير الماضي.
كما هددت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي اللذين يعتبران حماس تنظيما "إرهابيا" بوقف المساعدات إلى السلطة الفلسطينية في حال لم تعترف حماس بإسرائيل وتلقي السلاح.
ومؤخرا توالت تصريحات المسؤولين في الاتحاد الأوروبي الذي يشكل الجهة المانحة الأكبر للفلسطينيين، والتي يؤكدون فيها أنهم لا يرغبون في أن يتسبب قطع المعونات بكارثة إنسانية، وأنهم يبحثون عن سبل لمواصلة المساعدات مع ضمان عدم وصولها إلى حركة حماس.
لكن الشاعر، أبدى ثقته بان من سيغير موقفه في النهاية هو الاتحاد الأوروبي وليس الحكومة الفلسطينية.
وقال "نحن لدينا قناعة بان الاتحاد الأوربي سيغير من توجهاته، لكن مع الأيام، ليس فورا".
وأضاف أن الاتحاد الأوروبي "بدأ يشير الآن إلى انه لا يستطيع أن يترك الشعب الفلسطيني أو يتخلى عن المنطقة، وهذا كلام واضح جدا، ونفهمه ونعرفه".
واعتبر الشاعر أن "الاتحاد الأوروبي وأميركا صعدا الشجرة بإعلانهما أنهما لا يريدان دعم حكومة على رأسها حماس. هذا كلام غير منطقي، هذه حكومة تمثل الشعب الفلسطيني..هذه هي الديمقراطية وهذا خيار الشعب وعلى العالم أن يحترم هذا الخيار".
وقال الشاعر أن هذا الواقع "شكل إحراجا كبيرا لهم (الأوروبيين( الذين وجدوا أنفسهم يطالبوننا بالديمقراطية ثم بعد ذلك لا يريدون أن يحترموا نتيجة هذه الديمقراطية..هذا مطب هم وضعوا أنفسهم فيه".
وأبدى أمله في "أن يبحثوا عن آلية للخروج من هذا المطب. ونحن متفائلون انه سيحصل خروج من هذا المطب، ولكن قد يكون تدريجيا وقد يكون بطرق غير مباشرة. أما الشعب الفلسطيني فانه لن يغير من توجهاته وقناعاته".
إلى ذلك، أوضح الشاعر أن اختيار نائب لرئيس الوزراء من الضفة الغربية جاء في إطار إستراتيجية عامة تبنتها الحكومة في كافة وزاراتها للتغلب على العوائق التي تضعها إسرائيل ومن بينها منع التنقل ما بين قطاع غزة والضفة.
وقال أن "هناك الكثير من العقبات التي تفرضها (إسرائيل) على الحكومة وكافة وزاراتها. وهناك سياسة عامة في كل الوزارات في أن يكون لكل منها من ينوب عنها في الطرف الآخر من البلاد حتى لا يظنوا (الإسرائيليون) في لحظة من اللحظات انه بإمكانهم أن يقسمونا إلى قسمين..هذا مستحيل".
وتابع "أن شاء الله هذه الحكومة لا يوجد أمامها أي خيار إلا خيار واحد وهو أن تنجح، وبالتالي يجب وضع كل الضمانات لنجاح هذه الحكومة.
وتضم الحكومة 24 وزيرا أغلبهم من أعضاء حماس إلى جانب بعض المستقلين والفنيين منهم امرأة واحدة ومسيحي واحد. ومعظم الوزراء تم اختيارهم من الضفة الغربية.
وسلم هنية قائمة بالأسماء لعباس مساء الأحد بعد أن فشلت حماس في إقناع فصائل أخرى بالانضمام للحكومة.
وكان مفترضا أن تتم هذه الخطوة السبت، لكن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والتي كانت تخوض مفاوضات مع حماس للانضمام إلى الحكومة، طلبت مهلة لتحديد موقفها.
وترددت أنباء وتأكيدات من العديد من المسؤولين في حماس والشعبية بان قرار المشاركة قد حسم، لكن الأمر يتطلب إقراره ضمن الأطر التنظيمية للجبهة.
وفي اللحظات الأخيرة، أعلنت الشعبية اعتذارها عن المشاركة بسبب ما وصفته من عدم تلبية حماس لمطلبها بان تعترف الحكومة الجديدة بمنظمة التحرير الفلسطيني ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني.
لكن الشاعر أكد أن "بند منظمة التحرير ليس هو السبب الحقيقي، هذا أمر متفق عليه في اجتماع القاهرة من قبل الجميع بمن فيهم الجبهة الشعبية".
وقال انه "حتى لو قيل أن السبب هو البند المتعلق بمنظمة التحرير، لا يعقل أن يأتي هذا البند في آخر خمس دقائق وهم من طلب التمديد لإجراء مناقشات داخلية..وهذا شان داخلي بينهم ونحن نحترمه ولا نتدخل فيه".
وأعرب عن اعتقاده بان السبب الحقيقي يعود إلى خلافات داخلية في الجبهة الشعبية. وقال انه في المحصلة "هم يقولون أنهم سيكونون إلى جانب الحكومة وسيدعمونها من الخارج ونحن رحبنا بذلك..هذا خيارهم ونحن نحترمه".
وأكد الشاعر أن كافة الفصائل التي تم التشاور معها بشان المشاركة في الحكومة أكدت استعدادها للتعاون، لكنها اعتبرت أن هذا التعاون "ليس شرطا أن يكون ذلك من داخل الحكومة".
وكان تردد مساء الأحد أن الاجتماع الذي قدم فيه هنية تشكيلة الحكومة وبرنامجها إلى عباس كان اقصر من المتوقع، ما آثار تكهنات بخلافات جوهرية بين الجانبين.
إلا أن الشاعر قال أن "هذا اجتماع بروتوكولي ولم يكن متوقعا له أن يطول..وهذه القضايا غير خاضعة للمداولات" في مثل هذا الاجتماع.
وأعلن عباس عقب الاجتماع انه سيرد على التشكيلة والبرنامج خلال 48 ساعة يلتقي خلالها مع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير.
وبهذا الخصوص قال الشاعر "نحن نحترم الأخ ابو مازن (عباس) وهو يعتبر ممثلنا ورمزنا وعلاقتنا معه مميزة..وهذه الآليات الوسيطة التي تحدث عنها هي شأنه ونحن نحترم ذلك. هو أيضا له مرجعياته".
لكنه قال أن "الجميع يعرف أن هناك قانونا نحن نلتزم به جميعا. الآلية تقول أن الرئيس يدعو المجلس التشريعي للاجتماع خلال 48 ساعة ويعرض عليه البرنامج للتصويت على الثقة وإذا تم هذا ينتقل إلى الخطوة التالية وهي القسم".
وحول ما إذا كانت لدى الحركة مخاوف من أن لا توافق اللجنة التنفيذية على تشكيلة وبرنامج الحكومة، قال الشاعر "نحن لا نستبق الأمور، نحن نفترض العكس".
ومنظمة التحرير هي اكبر جماعة فلسطينية ووقعت اتفاقات سلام مؤقتة تهدف إلى إقامة دولة فلسطينية جنبا إلى جنب مع إسرائيل.