للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
د. حسن خاطر
نتيجة عقود من الصراع تتلخص في تحول الثقل الاقتصادي والوظيفي وحتى التعليمي والاجتماعي للمقدسيين من داخل القدس الى مناطق السلطة الوطنية
في اطار مشاركته في الندوة التي عقدت بجامعة النجاح الوطنية امس الاثنين الى جانب نخبة من المختصين حذر الدكتور حسن خاطر من كارثة حقيقية باتت تهدد الوجود العربي في القدس بسبب التعامل التقليدي والارتجالي مع هذه القضية الحساسة التي لم تخضع الى الآن لتقييم دقيق وجدي يتناسب مع النتائج المتوخاة والمفترضة لما يقوم به الاحتلال ولما نقوم به نحن في المقابل .
د. حسن خاطر
واكد الدكتور خاطر ان نتيجة عقود من الصراع مع الاحتلال في القدس نراها اليوم في صور مفزعة تتلخص في تحول الثقل الاقتصادي والوظيفي وحتى التعليمي والاجتماعي للمقدسيين من داخل القدس الى مناطق السلطة الوطنية .
وقال الدكتور خاطر ان هذا التحول يعكس وحدة الحال وعمق العلاقة بين المقدسيين واخوانهم في رام الله وبيت لحم واريحا فالقدس جزء من هذه الجغرافيا وهي محتلة كسائر الاراضي المحتلة عام 1967م ، ومن حق المقدسيين ان يكونوا موظفين في مناطق السلطة ومن حقهم ايضا ان يكونوا اصحاب مصانع وشركات واستثمارات دون تمييز عن باقي اخوانهم الفلسطينيين ، وهذا ما حدث وهو يعد انجازا وطنيا من هذه الزاوية ، الا ان الصورة تختلف تماما اذا نظرنا اليها من الزاوية الاخرى التي يعمل عليها الاحتلال وهي التخلص من الفلسطينيين داخل القدس والعمل على تهجيرهم بشتى الطرق والوسائل ، محذرا من ان استمرار هذا الواقع وتكريسه معناه اضعاف خيار المقدسيين في الصمود والبقاء في القدس وتسهيل عملية اخراجهم للالتحاق باماكن عملهم واستثماراتهم ومصالحهم ، وبالتالي نجد وكان جهودنا الوطنية في هذا المجال تصب – دون وعي منا - في صالح الهدف الاستراتيجي للاحتلال ، فالصورة في مجملها تُظهر الاحتلال وهو يدفع المقدسيين الى الخروج من القدس – بوسائله الكثيرة – وتُظهرنا نحن بما - هيأناه لهم - وكأننا نسحبهم الى الخارج ايضا حيث المصالح والوظائف !!!
واكد الدكتور حسن خاطر انه يجب على القيادة الفلسطينية اعادة تقييم سريع وعاجل للتعامل الحالي مع ملف القدس ، بحيث تستند المواقف الى رؤية استراتيجية تاخذ بعين الاعتبار المخرجات النهائية لكل الجهد المبذول في سبيل تعزيز صمود المقدسيين وحماية هوية المدينة المقدسة .
وبين الدكتور خاطر ان نموذج التعامل مع اخواننا في اراضي الـ48 كان اكثر نجاحا من تعاملنا مع اهلنا في القدس ، فمن اجل الحفاظ على صمود اهلنا في الـ48 لم يتم ربطهم وظيفيا او اقتصاديا بالسلطة الوطنية ، الا انهم اليوم يعتبروا على نفس المستوى الوطني بل نعتبرهم صمام الامان للعمل الوطني الفلسطيني والرصيد الذي نستمد منه الكثير من المعنويات والمواقف ، وبناء عليه طالب الدكتور خاطر بالبحث عن وسائل واساليب جديدة يمكن من خلالها تعزيز صمود المقدسيين وتقوية جذورهم في القدس دون الحاجة الى تحويل ثقلهم الوظيفي والاقتصادي الى خارج القدس مهما كانت الاسباب والذرائع .
وطالب الدكتور خاطر عدم الاستهانة بهذا الواقع الموجود اليوم لأن استمراره في ظل احكام اغلاق المدينة المقدسة بالجدار والحواجز واستمرار وسائل الاحتلال الاخرى في التضييق الكبير على حياة المواطنيين هناك، يمكن ان يؤدي – لا سمح الله - الى كارثة حقيقية على الوجود العربي في القدس ، كما طالب الدكتور خاطر القادة العرب والمسلمين بتحمل مسؤولياتهم تجاه الدفاع عن مدينة القدس وهويتها ومقدساتها وعدم الاستمرار في ممارسة دور المتفرج ، فالقدس ليست مجرد قطعة صغيرة من الجغرافية بل تحتل مساحة كبيرة من العقيدة في قلوب المسلمين والمسيحيين في العالم !