بهاء رحال يكتب على صفحات العرب: حنظلة

كل العرب
نُشر: 07/05/11 19:23,  حُتلن: 14:13

حنضله في مكانة يقف في اعلى المخيم يغني من بيروت الى فلسطين أغاني الحرب الشعبية ، في مكانه عاقد الحاجبين واليدين ينظر الى فلسطين بملئ عينيه ويشاهد وردة النرجس تتفتح على جبل الكرمل وتشق طريقها وسط الشوك لتحيا بعيدا عن الاحتلال وويلاته ، يشاهد أسراب الحمام العائدة الى شواطئ يافا الجميلة وهي تغني للبحر والغياب وتبعث بالسلام للأهل الأحبة والأرض والتراب .
حنضله في مكانه يسير في زقاق المخيم بين طوابير الفقراء والمشردين يفترشون أرضاً ليست لهم ، ويرفضون فكرة البقاء فيها ، يواصلون مهمة البقاء والصمود لإسقاط كل المعتقدات والوعود الزائفة التي أرادت في يوم ما شطب حقهم وذاكرتهم وهويتهم التاريخية حين اتت بوعد اغتصب أرضهم وصادر حريتهم وسلبهم حق الحياة.
حنضله في مكانه لا يزال في المخيم ولم يعد بعد ثلاث وستون عاماً ، ظل لاجئاً مشرداً من بلد الى بلد يطارده الحصار ورائحة الدم والمجازر ، عاش مرارة النكبة واللجوء وتشرد في كل بقاع العالـم ، عانى كثيراً بفعل ما لحق به من ظلم ونكسة حتى استوطنت رائحة فيه اللجوء وتداخلت معه في كل مناحي حياته في العام والخاص والخاص جداً ، ومعاناة حنضلة وحزن الايام جعلته يدير ظهره لكل المهزومين الذين لا يحب أن يراهم ، لجيوشٍ مخصيه وجنرالات لبسوا النياشين على أنقاض الهزيمة والخنوع وضياع الحق ، يدير ظهره لكل المواقف المشبوهة التي تنتقص من الحق الفلسطيني وتحاول طي المعاناة والألم في سبيل تحقيق مكاسب شخصية وماديه، يدير ظهره لأنه لا يحب أن يرى شيئا غير فلسطين ، ليس له أيدلوجيه ولن يكون طائفياً أو مذهبياً كما لن يكون موالياً لأحد أو لنظام أو مجموعة أنظمة أعلنت برائتها من فلسطين ، يعلن انه برئ من كل المساومات المهزومة والمستسلمة ، برئ من كل من يسامح بحقه وكل من يتنازل عنه ، صريح لا يحب الكذب والخداع مجاهراً بما يؤمن وطني بأقصى درجات العشق .
هذا هو حنضله اللاجئ الفلسطيني حتى العودة
 

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة