الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 19 / مايو 23:02

بذور الثورة الاجتماعية - بقلم: يوسف شداد رئيس تحرير موقع العرب

كل العرب
نُشر: 22/07/11 12:31,  حُتلن: 13:34

أبرز ما جاء في المقال:

* انفجار اجتماعي - الشعور بالظلم والإجحاف ورفض حقيقة أن الحكومة تسيطر على المواطن ومصيره ومعيشته وجيبه ومصروفه، وغلاء المعيشة والأسعار الخيالية لعلبة جبنة "كوتج" ومنتجات الألبان والحليب، وأسعار الشقق السكنية وارتفاع أسعار الوقود والكهرباء وإضراب الأطباء والمستشفيات المعطلة


* الحكومة دمرت عملية السلام لإصرارها بالاعتراف بيهودية الدولة واستمرار مشاريع الاستيطان وتهويد القدس وزادت من تأزم الوضع الاقتصادي لتحكمها بالأسعار ودعمها للرأسماليين امثال الاخوان عوفير ويتسحاق تشوفا وغيرهم

* الوضع الداخلي الاجتماعي والاقتصادي في إسرائيل سيكون له الكلمة الحاسمة في تحديد هوية الحزب الذي سيقود البلاد في الانتخابات المقبلة

* القضايا الاجتماعية الحالية ستلحق ضررا كبيرا بحكومة نتنياهو والليكود إذا لم يجدوا الحلول لها وبالتالي ستشق الطريق أم فوز واكتساح ليفني أو موفاز وحزب المركز في الانتخابات القادمة

* حاليا نحن العرب في خانة السبات ولدينا ما يكفينا من مشاكل ورواسب (عنف - بطالة - جرائم بحق شبابنا ونسائنا - مخدرات - تربية - اطلاق نار في الاعراس - بطالة) ونفضل ان نكون في خانة المتفرجين


* العرب في البلاد يعانون من ضائقة سكنية واقتصادية أضعاف ما يعانيه اليهود ورغم ذلك نلتزم الصمت! متى سنأخذ دورا في هذه الاحتجاجات الاجتماعية؟ لا ندري!

التحركات السريعة على الساحة الاجتماعية في إسرائيل والاحتجاجات التي أخذت رقعتها بالاتساع، والشعور بالظلم والإجحاف ورفض حقيقة أن الحكومة تسيطر على المواطن ومصيره ومعيشته وجيبه ومصروفه، وغلاء المعيشة والأسعار الخيالية لعلبة جبنة "كوتج" ومنتجات الألبان والحليب، وأسعار الشقق السكنية التي لا يمكن استيعابها، والضائقة السكنية المتفاقمة، وإقامة "مدينة خيام" في تل أبيب وبئر السبع، والأخبار عن ارتفاع آخر قريب على أسعار الوقود والكهرباء، وإضراب الأطباء والمستشفيات المعطلة، والمراهنة على صحة المواطن في هذه الحالة، كلها حمم بركانية قد تؤدي الى "انفجار اجتماعي " وخروج مئات الآلاف الى الشوارع مادامت هذه الحكومة تجلد وبكل قوة كل ما حولها.

منشغلين بأنفسنا
كان من الصعب ان يخرج الجمهور الإسرائيلي الى الشارع للاحتجاج على ظروفه المعيشية والغلاء الذي وصل الى درجة الهيستيريا. وقد قال محللون اقتصاديون إسرائيليون بارزون قبل موجة الاحتجاجات التي تسود عدة مناطق في البلاد اليوم، إن ذلك لم يكن متوقعا مفسرين ذلك بكون المواطن في البلاد منشغل بحياته الخاصة – يذهب الى عمله ويعود الى بيته ويبحث عن سهرة جميلة نهاية الأسبوع، ويسافر الى الخارج ويصرف أموالا كثيرة مقابل ذلك، ويتمتع بحياته، ويتزوج ويأخذ رهنا عقاريا "مشكنتا" لكي يشتري بيتا، ويقسط ثمنه لثلاثين عاما، ويبحث عن نجاح في عمله ليتقدم ويدخر أموالا ليعيش بأمان - بالعربي حيد عن ظهري-.
إن التظاهرات الحالية وموجات الاحتجاج في البلاد بداية لثورة اجتماعية، وما من شك أن القضايا الاجتماعية والاقتصادية المطروحة ستتصدر جدول أعمال الأحزاب السياسية في البلاد في المعركة الانتخابية القادمة، ولا جدال على أن الوضع الداخلي الاجتماعي والاقتصادي في إسرائيل، سيكون له الكلمة الحاسمة في تحديد هوية الحزب الذي سيقود البلاد. الليكود والأحزاب اليمينية أم كاديما – حزب المركز– أي منهما سينجح في كسب ثقة الناخب؟.

قوانين عنصرية وغلاء معيشة
هكذا هو الحال في إسرائيل. لا سلام مع الفلسطينيين بعد أن وصلت المفاوضات الى طريق مسدود ودفنت معاهدة أوسلو، وهكذا هو الحال في منطقة تجلس على فوهة بركان، وهكذا سيبقى الحال عندما تقود البلاد حكومة لا ترحم العرب – قوانين عنصرية وغلاء معيشة يوجه لنا ضربات موجعة من تحت الحزام على اعتبار أننا الشريحة الأضعف- وهكذا هو الحال مع حكومة لا ترحم مواطنيها اليهود الذين يخرجون ويتظاهرون ضد أسعار جبنة "كوتج" وأسعار الشقق السكنية، ويتظاهرون ضد السيطرة الكاملة للحكومة على المشاريع الإسكانية، وعدم قدرتها على توفير وحدات سكن معدة للإيجار في سبيل حل ضائقة الإسكان، مع العلم أن اكثر من 90 بالمئة من الأراضي في البلاد أصبحت بملكية الدولة حسبما أشرت اليه الاحصائيات الأخيرة.
أعتقد ان المواطنين اليهود ومع خروجهم الى الشارع واحتجاجهم بدأت الصورة المركبة عن حكومة نتنياهو تكتمل تدريجيا لديهم، وبدأت ملامحها الأولى تظهر. حكومة دمار سياسي واجتماعي. فهذه الحكومة دمرت عملية السلام لإصرارها بالاعتراف بيهودية الدولة واستمرار مشاريع الاستيطان وتهويد القدس ونجاحها في تهميش اوباما الخ الخ الخ – كما وانها تركز على الجانب الأمني وتصرف أموالا طائلة على الجيش والتسلح، الى جانب صرف ارقام خيالية على مشاريع استيطانية قد تتوقف أو يتم الانسحاب منها إذا حل السلام الحقيقي، وتستغل خوف الشارع من حرب قادمة وتسيطر على سوق الأسعار وترفعها كما تريد، وتقف الى جانب الطبقة الرأسمالية وتزيد من غناها – الأخوان عوفير ويتسحاق تشوفا والنفط والغاز الطبيعي - بينما تفقر الفقير وتزيد من الوضع الاجتماعي تأزما - ترفع اسعار الخبز والبيض والحليب والوقود. هذه القضايا الاجتماعية الذي لسوء حظ نتنياهو تجمعت في فترة حكومته في وقت قصير جدا، ستلحق ضررا كبيرا بحكومة نتنياهو والليكود إذا لم يجدوا الحلول لها، وبالتالي تشق الطريق أمام فوز واكتساح ليفني أو موفاز وحزب المركز في الانتخابات القادمة.

التسهيلات للشباب اليهود ومعاناة العرب
أمام هذه المشهد يتساءل المواطنون العرب عن دورهم فيه ونحن الأكثر معاناة وذقنا الأمرين، بدءا بالعنصرية المنتهجة ضدنا من قبل حكومات اسرائيل المتعاقبة، وانتهاء بظروفنا الاقتصادية الصعبة وغلاء المعيشة الذي يشلنا ومدننا وبلداتنا الضيقة وخرائطنا الهيكلية التي لا تتم المصادقة عليها، والمناطق الصناعية المنعدمة ومشاريع الاسكانية غير المتوفرة لنا، لكنها متوفرة للشباب اليهود والتي تضمن لهم العيش بكرامة مع تقديم كافة التسهيلات. حاليا نحن في خانة السبات ولدينا ما يكفينا من مشاكل ورواسب (عنف - بطالة - جرائم بحق شبابنا ونسائنا - مخدرات - تربية ) ونفضل ان نكون في خانة المتفرجين. متى سنأخذ دورا في هذه الاحتجاجات الاجتماعية؟ لا ندري؟ مع العلم ان العرب في البلاد يعانون من ضائقة سكنية واقتصادية أضعاف ما يعانيه اليهود. ورغم ذلك نلتزم الصمت !!

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر.
لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.co.il 

 

مقالات متعلقة