يوسف فرح من سخنين: هذه المشكلة ليست جديدة علينا بل نعاني منذ سنوات من المياه العادمة ومياه الامطار التي تحمل الدم من محلات سلخ الدجاج ومحلات اللحوم
من المؤسف حقاً أن نرى مثل هذا الدمار الذي شمل المئات من الدونمات في ظل عدم وجود أي رقابة او انتباه احد من اصحاب الاراضي لهذا الدمار
مصطفى ابو ريا مدير شركة مياه الجليل في منطقة البطوف والشاغور: اعطيت تعليماتي لزيارة الاراضي المشار اليها وتمت معاينة المنطقة والوقوف الى الاسباب الرئيسة للاضرار هناك وتبين أن عدد من المواطنين قاموا بإغلاق قنوات التصريف بشكل غير قانوني الامر الذي ادى الى جريان المياه خارج القنوات
يعاني العديد من المزارعين من سكان مدينة سخنين وبلدة عرابة البطوف اصحاب الكروم المغروسة بأشجار الزيتون في منطقة الخربة وهي الارض الواقعة بين سخنين وعرابة وذلك من تدفق مياه عادمة مخلوطة بالدم من مخلفات محال تجارية ومخلفات جزارين وتنظيف الدجاج وغيرها من المخلفات والتي تجري في مجرى الوادي بكميات كبيرة ولا تجري في خطوط المجاري، في حين قام عدد من المواطنين باغلاق البرك التي اقامها مجلس عرابة المحلي لتجميع مياه الأمطار والمياه العادمة باتجاه منطقة الخربة الا ان المياه تلك تقتحم كل الاراضي الخاصة بملكية مواطنين من البلدين وتتسبب باضرار جسيمة في الارض وفي الثمار التي تحولت الى اشجار وسط مستنقعات وقد كان حتميا على المواطنين الاستغناء عن الثمار كونها قد رويت بمياه عادمة ودماء ويضطر المزارعون الى اتلافها لانها اصبحت مسممة وملوثة ولا يجوز بيعها او تسويقها.
وفي حديث مع المربي يوسف فرح من سخنين صاحب أراضي وكروم زيتون في المنطقة المشار اليها قال:" من المؤسف حقاً أن نرى مثل هذا الدمار الذي شمل المئات من الدونمات في ظل عدم وجود أي رقابة او انتباه احد من اصحاب الاراضي لهذا الدمار، وهذه ليست المرة الاولى التي يحدث فيها مشكلة كهذه فقد حدث عدة مرات سابقة وتوجهنا للقضاء والقضاء وقف معنا واجبرالمجلس المحلي في عرابة على تعويضنا الا ان المجلس اعلن افلاسه حينئذ ولم نتلقى أي تعويضات وقد تفاجأنا قبل عدة ايام بالمنظر الذي تراه فالارض التي نحافظ عليها ونقوم برعاية كل حبة من حبات الثمر وكل شجيرة زيتون بها وإذ بالمياه المغمسة بالدماء والمياه العادمة قد غمرت اغلبية مساحات الارض وحولتها الى مستنقعات من الدم الاحمر القاني وتنبعث منها رائحة كريهة ومنتنة جداً ويكاد المرء لا يستطيع الوقوف دقائق في ارضه وتسبب بضرر وتخريب خاصة وان المياه مخلوطة بمياه عادمة ودماء خام غير محللة، وقد كانت توجهات من طرفنا مرات عديدة سابقاً وحتى قبل اسبوع توجهنا للمسؤولين الا ان احداً لم يساعدنا في حل المشكلة والتي تحولت الى معضلة".
معاناة سنوات وأضاف يوسف فرح: "إن هذه المشكلة ليست جديدة علينا بل نعاني منذ سنوات من المياه العادمة ومياه الامطار التي تحمل الدم من محلات سلخ الدجاج ومحلات اللحوم، وبالتالي فإن المعاناة تتكرر وتزداد يوماً بعد يوم، ونسأل اين مركز اتحاد مدن جودة البيئة على عدم متابعتهم للقضية وحل المشكلة والزام المسؤولين بايجاد السبل الكفيلة حتى لا يتكرر تدفق المياه العادمة والدم على اراضينا". وعبر يوسف فرح بكل ألم :"ماذا عسانا ان نعمل في هذة الظروف وقد تسبب هذا الامر بخراب اشجار الزيتون وتوجهت الى مصطفى ابو ريا وادارة شركة مياه الجليل في عرابة وطالبناهم التدخل واعطاءنا تفسيرات عما يحدث فقد تسببت هذه المياه الى حرق اشجار الزيتون في حين بدأت تكسو الارض نباتات برية بكميات كبيرة وأيضاً من حول مستنقع المياه الآسنة، وتكاثرت الحشرات السامة في المنطقة وهذا امر لا يطاق ولا يمكننا الاستمرار بهذا الشكل". وأكد يوسف فرح: "إن كل التوجهات التي قمنا بها لم تنفع في شيء وبدلاً من المستنقع الكبير الذي كان في ارضنا اصبح المستنقع يمر من ارضنا واراضي المزارعين في المنطقة، واعتقد أن المنطقة تشهد وباء ودمار كامل بحاجة لتدخل سريع من المسؤولين".
فحص جميع الخطوط وفي حديث لمراسل موقع العرب مع عمر واكد نصار رئيس مجلس عرابة المحلي قال: "إن المجلس المحلي طبعا لا يرضى بحدوث أي اذى أو ضرر للمواطنين والمزارعين وقد ابلغت تعليماتي للمهندس تميم سعدي والمسؤولين في قسمي الهندسة والصحة باجراء فحص لجميع الخطوط واين يقع الخلل من اجل تصليحه وفتح جميع القنوات التي تم اغلاقها من قبل المواطنين الذين قاموا بسد القنوات لاسباب مختلفة، ونأمل حقاً أن نتمكن من المساهمة بانهاء تلك المعاة وتمكين المواطنين بالوصول الى اراضيهم بشكل جيد بدون أي فيضانات للمياه العادمة، وبنفس الوقت نتوجه لاهلنا الكرام بعد الاقدام على أي تصرف من شأنه أن يتسبب بمعاناة لباقي المواطنين".
جدية مطلقة وفي حديث لمراسل موقع العرب مع مصطفى ابو ريا مدير شركة مياه الجليل في منطقة البطوف والشاغور قال: "نحن تدخلنا في الوقت الذي وصلت الينا مظلمة الاخ المربي يوسف فرح وتعاملنا معها بجدية مطلقة، واعطيت تعليماتي لزيارة الاراضي المشار اليها وتمت معاينة المنطقة والوقوف الى الاسباب الرئيسة للاضرار هناك وتبين لنا أن عدد من المواطنين قد قاموا بإغلاق قنوات التصريف بشكل غير قانوني الامر الذي ادى الى جريان المياه خارج القنوات المعدة لها وهو الامر الذي تسبب بحدوث مستنقعات، وبسبب رطوبة الارض لم تتمكن الجرافات العمل في نفس اليوم وفي اليوم التالي تم اصلاح الوضع وفوجئنا أن الفيضانات قد ارتفع منسوبها وطلبنا من المجلس المحلي التدخل السريع لمنع الفيضانات وان تجري المياه ضمن القنوات المعدة لها". وفي حديث مع حسين طربيه مدير مركز اتحاد مدن جودة البيئة في سخنين قال انه مطلع على القضية من جذورها والجميع يقر ان هناك مشكلة بيئية حقيقية تحدث بين الحين والآخر بسبب قيام المواطنين وخاصة في فصل الشتاء بتحويل مياه الامطار من مزاريب المنازل الى داخل قنوات المياه العادمة الامر الذي لا يمكن لهذه القنوات والتجمعات تحمل هذا الكم الهائل من المياه الامر الذي يجعل المياه تتدفق للخارج وخلطها بمياه من الخارج الخاصة بمحلات سلخ الدجاج والملاحم وغيرها من المحال التجارية.