شمل المهرجان إلقاءا للخواطر من بواكير يراع الطلاب كما وأبدعت الطالبات المشاركات في الأداء الحركي والتماهي مع القصائد الملقاة لكبار الشعراء مما ألهب حماس الحضور
بأجواء من السعادة المكللة بغبطة وسرور الأهل غصت قاعة المركز الجماهيري الحوارنة بالمئات من أهالي كفرقرع لتعيش مهرجانا وعرسا للتميز الثقافي لتعزيز الإنتماء وحب العطاء للبلدة
مها زحالقة مصالحة:
العرس الثقافي يرمي إلى تعزيز الإنتماء وحب العطاء لحبيبتنا كفرقرع لأننا نؤمن بأن كل طالب مميز ونثق بكم طلابنا وبقدراتكم للتألق في سماء التميز والإنفراد نحو تعزيز الإبداع
نزيه مصاروة:
لا علاقة بين التفوق العلمي والتميز بطاقة أو إبداع معين إنما يجب تدعيم التميز الفني والشعري والموسيقي وغيرها بالشهادات والتحصيل
المهرجان بعيد كل البعد عن روح التنافس بين المدارس والتي نحترم أن تكون على الجانب المنهجي التدريسي التحصيلي بما يتلائم ومصلحة طلابنا الأكاديمية
بأجواء من السعادة المكللة بغبطة وسرور الأهل، غصت قاعة المركز الجماهيري الحوارنة بالمئات من أهالي كفرقرع لتعيش بمدارسها الابتدائية الأربعة مهرجانا وعرسا للتميز الثقافي لتعزيز الإنتماء وحب العطاء للبلدة، وذلك تحت رعاية ومبادرة المحامي نزيه سليمان مصاروة وإشراف وتنظيم قسم الثقافة والتربية اللامنهجية في مجلس كفر قرع المحلي، وبالتعاون مع مدارس كفر قرع الابتدائية: المدرسة الديمقراطية المجددة أ"، مدرسة الحكيم، مدرسة المستقبل ومدرسة الحوارنة الابتدائية.
وقد إنطلق مهرجان "عرس التميز الثقافي لتعزيز الإنتماء وحب العطاء لدى قناديلنا التي تمشي على الأرض لبلدهم كفرقرع" مع ساعات الصباح، إذ كانت الإنطلاقة مع معرض للكتاب العربي ومجموعات قصصية للكبار والأطفال، إذ تجول بينها المئات من الزوار الذين وصلوا إلى قاعة المركز الجماهيري لتشجيع أصحاب القدرات المميزة الذين اعتلوا المنبر الحر على مسرح الحوارنة، ثم تجول جمهور المشاركين الضيوف من كفرقرع وخارجها والعائلات التربوية والتدريسية في مدارس كفرقرع ومجلس كفرقرع المحلي في معارض الرسم من بواكير إبداعات ريشة ويراع طلاب حدائق كفرقرع المدرسية والتي عرضت على لوحات كبيرة حملت أسماء المداس الإبتدائية وإبداعات أولادنا الرائعين وبواكير خيالاتهم.
فقرات متعددة ملهبة
ثم تجمع الحضور في قاعة المركز الجماهيري الحوارنة للإستمتاع بفقرات المهرجان المتعددة التي ألهبت الجماهير من المدارس الأربعة. وقد افتتحت المهرجان مها زحالقة مصالحة مديرة قسم الثقافة والتربية اللامنهجية في مجلس كفرقرع المحلي والتي حيت الحضور والأهالي والمربين والطلاب من كافة المدارس، ووجهت تحية كبيرة لمدير المدرسة المجددة أ علي زحالقة ومديرات المدارس الابتدائية منتهى عيسى مصاروة، مهدية زحالقة وهدى اعليمي، كما وحيت عريفة المهرجان المحامي نزيه سليمان مصاروة على مبادرته لإقامة مهرجان المنبر الحر، وهي فكرته التي تطورت وتبلورت لتلبس زي مهرجان "كفرقرع... كلكم أولادي".
كسر جدران الخجل
وقد تطرقت زحالقة مصالحة إلى رؤيا المهرجان قائلة: "نلتقي اليوم وإياكم في مهرجان المنبر الحر الذي يدمج أزهار حديقة المستقبل مع ورود حديقة الحكيم ورياحين الديمقراطية المجددة وياسمين الحوارنة في بوتقة ثقافية واحدة من خلال عرس التميز الثقافي لتعزيز الإنتماء وحب العطاء لدى قناديلنا التي تمشي على الأرض، والذي سوف يصبح منوالا ثقافيا كل ثلاثة شهور لأولادنا الرائعين وبناتنا الرائعات بعون الله عز وجل، وهو المهرجان المكلل لفكرة المنبر الحر التي بادر إليها مصاروة منذ أكثر من عام من خلال الأمسيات الثقافية التي كان يظهر بها أحد طلاب مدارسنا من خلال العزف أو القصائد وغيرها من ألوان التميز بغية إشراكنا بطاقته التي أرادت، وبحاجة للبوصلة والتشجيع لتكسر جدران الخجل وتنفجر طوفانا ورونقا مجللا بالتميز الثقافي على المسرح". وأضافت زحالقة مصالحة: "أهلنا هذا العرس الثقافي يرمي إلى تعزيز الإنتماء وحب العطاء لحبيبتنا كفرقرع، لأننا نؤمن بأن كل طالب مميز، ونثق بكم طلابنا وبقدراتكم للتألق في سماء التميز والإنفراد نحو تعزيز الإبداع ومحو الإيداع والطريقة البنكية في مدرسة الحياة". وقد أكدت في كلمتها على أن المهرجان لا يحمل روح التنافس ولا المسابقة، لأنهما يقتلان روح التميز.
رؤيا المهرجان وأهدافه
ثم دعت زحالقة مصالحة المحامينزيه سليمان مصاروة،ليبارك المهرجان ويسهب للحضور حول رؤيا المهرجان وأهدافه. في مستهل حديثه وجه مصاروة تحية كبيرة للطلاب والطالبات الرائعين المشاركين في المهرجان، كما وحيى إدارة المدارس الابتدائية الأربعة في قرية كفرقرع متمثلة بمدير المدرسة الديمقراطية المجددة ومديرات مدارس الحكيم، المستقبل والحوارنة، كما وحيى جميع المربين والمربيات المرافقين للطلاب من جميع المدارس مباركا لهم نهاية العام الدراسي التعليمي ومتمنيا للطلاب العودة سالمين من العطلة الصيفية إلى مدارسهم.
تشجيع الطاقات الفنية
وفي تطرق له حول رؤيا فكرة المنبر الحر ومهرجان "كفر قرع ...كلكم أولادي"، فقد أكد مصاروة أن: "المهرجان بعيد كل البعد عن روح التنافس بين المدارس، والتي نحترم أن تكون على الجانب المنهجي التدريسي التحصيلي بما يتلائم ومصلحة طلابنا الأكاديمية، إلا أن المهرجان هو إبراز وتشجيع لطاقات فنية موسيقية وفكرية وأدبية وشعرية وخطابية وغيرها والكامنة داخل طلابنا وبحاجة لدفعة واحدة منا لتحتل المسارح وتنمو وتكبر لتعدو بصاحبها إلى تحقيق الذات ورسم الحياة بريشة أفضل". كما وأشار مصاروة إلى أن مدارس كفرقرع وبكل فخر مرصعة بالإنجازات التحصيلية، وهي من أفضل المدارس العربية واليهودية في البلاد، مؤكدا على الجهود الجبارة التي تقوم بها الأسرة التربوية القرعاوية في كافة مدارس القرية من أجل ازدهار العلم والتعلم بين صفوف المواطنين وتدعيمه بكل السبل التربوية المتاحة. كما وأكد رئيس المجلس المحلي أن "لا علاقة بين التفوق العلمي والتميز بطاقة أو إبداع معين، إنما يجب تدعيم التميز الفني والشعري والموسيقي وغيرها بالشهادات والتحصيل، فكل إنسان منا يحمل في طياته تميزا وانفرادا يميزه نحو الأفضل".
تذويت الفكرة وتعميمها
وأكد مصاروة في سياق خطابه بأن: "مهرجان "كفرقرع...كلكم أولادي" سوف يعقد كل بضعة أشهر، كما وسيتم توسيع رقعته إلى الإعداديات والمدارس الثانوية في القرية وبساتين القرية أيضا من أجل تذويت الفكرة وتعميمها على جميع الفئات العمرية والفكرية، وكل ذلك بغية التخفيف بطريقة غير مباشرة من ظاهرة العنف بكل أطوارها". وفي ختام كلمته أثنى مصاروة مجددا على المدارس الإبتدائية المشاركة ودعا جميع المدارس إلى تشبيك الرؤى وتدعيم العمل المشترك لما يصب في مصلحة كفرقرع وعلاها، داعيا إلى "ضرورة كسر الحواجز بين المدارس وضرورة دمج المدارس مع بعضها اجتماعيا وثقافيا من خلال لقاءات كمهرجان المنبر الحر وغيره من الأطر الثقافية اللامنهجية، وذلك بغية توطيد العلاقات الإجتماعية بين أبناء الجيل الواحد من كل المدارس نحو تعزيز الإنتماء وحب العطاء كي لا نستورد الطاقات البشرية المسرحية والفنية والموسيقية من الخارج، وإنما نعتز ونعزز ما لدينا من الطاقات ونوردها إلى البلدان المجاورة".
فقرات فنية
ثم كانت الانطلاقة مع الفقرات الفنية التي ملأت الفضاء حبا وتفاؤلا، وكانت البداية مع زغاريد عصافير جوقة المدرسة الديمقراطية المجددة "أ" في النشيد المدرسي، وأغنية أخرى من إبداعاتهم بتوجيه المربي الأستاذ رائد قعدان، كما وصدح صوت حكماء الحكيم من خلال جوقة مدرسة الحكيم الابتدائية التي أبدعت بالأداء والكلمات مع الأستاذ هشام مصالحة وأغنية "بلدي"، ثم استمع جمهور الحضور إلى زغاريد جوقة مدرسة المستقبل الابتدائية التي أطربت الحضور بروعة الكلام والأداء وملأت الفضاء بأدائها بتوجيه الأستاذ هشام ابو حسين الذي واكب التدريبات المميزة للجوقة، وفرقة الدبكة التابعة لمدرسة المستقبل بروعة جللها التميز والرونق المرصع بالثقة والشموخ على المسرح.
جو فلسطيني شعبي
أما مسك ختام فقرة الجوقات فقد كان مع جوقة مدرسة الحوارنة الابتدائية بتوجيه الأستاذ هشام مصالحة من خلال فقرتين للغناء، وقد تنقلت الفقرات من مدرسة إلى مدرسة ومن محطة إلى محطة بجو وروح من المحبة والسعادة لأداءات الطلاب الأكثر من رائعة، إذ شهد مسرح الحوارنة عزف منفرد لبعض الطلاب من مدرستي الديمقراطية المجددة أ ومدرسة الحكيم، بالإضافة إلى قراءات شعرية لكبار الشعراء أمثال محمود درويش وايليا أبو ماضي وأشعار حكايا شعبية، كما وشملت الفقرات الدبكة الفلسطينية التي برع بأدائها طلاب مدرسة الحكيم الابتدائية موشحين بالحطة الفلسطينية، بالإضافة إلى فقرة دبكة مميزة ومنظمة الإخراج والتصميم الرائعين لمدرسة المستقبل الابتدائية، مما أضفى على جو المهرجان روحا حارة ودافئة من الجو الفلسطيني الشعبي الذي أشعل المكان حبا ودفئا وزاد من رونق نجاح المهرجان. وقد رافق الدبكات التصفيق الحار والتشجيع من الأهالي والمربين والمربيات والأسرة الإدارية للمهرجان مدارساً ومجلساً.
قصائد وخواطر ورقص
شمل المهرجان أيضا إلقاءا للخواطر من بواكير يراع الطلاب، وهي درجة من الإبداع والتميز التي يعتز بها، كما وأبدعت الطالبات المشاركات في الأداء الحركي والتماهي مع القصائد الملقاة لكبار الشعراء مما ألهب حماس الحضور وسعادتهم. وقدم طلاب مدرسة الحوارنة فقرة برفقة جوقة العزف على الكمان والتي أسعدت الحضور أيضا، وقد قدمت مدرسة المستقبل فقرة مميزة من الرقص الأندلسي والموشحات التي قامت بها نخبة من صفوف الثوالث بتوجيه وتدريب من المربي هشام ابو حسين، بالإضافة إلى إبداع فقرة مسرح الدمى والتي تميزت بأنها فكرة وأداء وكتابة طلاب مدرسة المستقبل.
عرس ثقافي تاريخي
هكذا عاشت كفرقرع مهرجانا وعرسا ثقافيا تاريخيا مميزا اتسم بروح الموضوعية البعيدة عن المسابقة والتنافس، ليعلو إلى نخيل الحوارنة فخرا بأبناء هذا البلد الطيب، لأن الإبداع الحقيقي والتميز لا يحتمل التنافس، بل يستدعي التماهي والتركيز في الفكرة ذاتها والتنافس مع الذات وتحديها. تجدر الإشارة إلى أن معرض الكتاب كان برعاية دار الفتى العربي والذي قدم شريحة كبيرة من كتب الأطفال وقصص الأطفال.
حب وعطاء وإنتماء
وفي حديث لمها زحالقة مصالحة مع مراسل موقع العرب وصحيفة كل العرب أكدت قائلة: "اليوم أخرجنا أزهار حديقة الحكيم، وورود حديقة المستقبل ورياحين الديمقراطية المجددة أ وياسمين الحوارنة كل من مزهريته، لنزرعهم حبا وعطاءا وانتماءا في حديقة كفرقرع المحبة لأبنائها وبناتها نخيلا على أرض الحوارنة هو حلم تحقق". كما ووجهت أسمى آيات الشكر لكل من زرع وردة وزهرة في حديقة النجاح الباهر الذي حصدته كفرقرع ظهيرة اليوم من خلال مهرجان "كفر قرع... كلكم أولادي" وفكرة المنبر الحر قائلة: "شكراً لكل الذين حضروا وغمرونا بالحب، شكرا للطلاب والأهالي الأعزاء وأسرة المديرين والمديرات الرائعين على تعاونهم البناء، وشكرا لرئيس المجلس المحلي مصاروة، شكرا لكل من آزر وشجع وكان معنا، شكراً للفقرات الرائعة التي ملأت فضاء المكان حبا وعطاءا".