من المرجح أن يعاني الساحل الجنوبي لإنجلترا أكثر من غيره من التلوث الساحلي بسبب الرياح الجنوبية الغربية التي تهب عليه من القارة الأوروبية
إن السير على رمال الشاطئ في يوم مشمس لاستنشاق الهواء العليل بملء الرئتين يعتبر على نطاق واسع مفيدا للصحة، لكن دراسة جديدة ترى أن نسائم البحر المنعشة تلك قد تحتوي في الواقع على مزيج سام من الملوثات الناتجة عن العبّارات وسفن الشحن.
صورة توضيحية
وكشفت دراسة للهواء على طول المناطق الساحلية، لدورية "أوشينولوجيا" العلمية المتخصصة، وجود مستويات عالية من "الجسيمات النانوية الخطرة" التي يمكن أن تخترق الرئتين وتسبب أمراض القلب وغيرها من العلات.
وقالت الدراسة إن من المرجح أن يعاني الساحل الجنوبي لإنجلترا أكثر من غيره من التلوث الساحلي بسبب الرياح الجنوبية الغربية التي تهب عليه من القارة الأوروبية.
ووجد تحليل لهذه الجسيمات المتلوثة أن نصفها على الأقل مكون من الوقود والانبعاثات الأخرى من السفن المبحرة، على غرار تلوث المدن الناجم عن السيارات والشاحنات ووسائل النقل البرية.
وأوضحت الدراسة أنه ابتداء من العبارات وقوارب الصيد إلى الزوارق والناقلات إلى سفن الشحن والبواخر السياحية، فإن الرياح البحرية تنقل كثيرا من انبعاثاتها إلى الشاطئ لكن على شكل جزيئات صغيرة لدرجة يسهل تنفسها.
وأضافت أن ملوثات أخرى من المصانع البرية والسيارات وكذلك المواد الكيميائية المتشكلة طبيعيا في الغلاف الجوي تمتزج جميعها مع الجزيئات القادمة من البحر لتشكل مزيجا مميتا للذين يعيشون في المناطق الساحلية.
ويرى آدم كريستنسون، الباحث في مجال تكنولوجيا الرذاذ الجوي من جامعة "لند" السويدية، أن هذه الدراسة تحطم الصورة النمطية المألوفة بأن هواء البحر صحي كما يعتقد كثير من الناس.
ويضيف بأن التلوث من بحر الشمال وبحر البلطيق قد يكون من العوامل المساهمة في ما يصل إلى عشرة آلاف حالة وفاة مبكرة سنويا، لكن لا يمكن التأكد بدون تحليل مكونات الجزيئات النانوية.
ويشار إلى أن كريستنسون وفريقه درسوا تدفق الهواء عبر المناطق الساحلية لجنوب السويد للعثور على الجزيئات التي ترتحل عادة مئات الكيلومترات لتصل إلى المنطقة الساحلية.