الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 00:02

خوف ما بين اعتدال وافراط/ بقلم: نهاية أبو ليل

كل العرب
نُشر: 22/01/16 18:22,  حُتلن: 21:42

 نهاية أبو ليل في مقالها:
علينا أن نبني جيلًا مثقفًا واعيًا وقادرًا على حل مشاكله بنفسه منذ الصغر لكي يتمكن من تنمية هذه القدرة حتى الكبر
المشكلة تكمن بتعظيم هذا الخوف الذي يتحول الى عناية مفرطة حتى بعد نمو الطفل فتبقى الأم تنتهج أساليبًا دون ادراك تؤدي الى قصر في تطور شخصية اطفالها

أين البدء بالبذور الصغيرة التي ستصبح يوما ما، أغصانا يانعة ومنها تتحول الى شجرة كبيرة ضاربة بجذورها أرض الثقافة والحضارة؟

منذ اللحظة التي تحمل فيها الأم جنينها بين أحشائها، تنظر اليه نظرة خاصة حيث عليها رعايته وحمايته فهو جزء منها، وعندما تضعه ترى به كائنا منفصلا فقط بالدنيا لكنه لا يزال يحتاجها بكل أموره فتبدأ برعايته والخوف عليه خوفا شديدا، لا بد أن هذا الخوف يعكس اثارا ايجابية لدى الأم من رعاية، حب وعطاء لطفلها الصغير، لكن المشكلة تكمن بتعظيم هذا الخوف الذي يتحول الى عناية مفرطة حتى بعد نمو الطفل، فتبقى الأم تنتهج أساليبًا دون ادراك تؤدي الى قصر في تطور شخصية اطفالها، فخوفها الزائد عليهم ينعكس سلبًا على شعور أبنائها بالثقة بالنفس، فمن جهة تشعر الأم انها تعطي كل ما لديها لنجاح اطفالها، ومن جهة أخرى فهي بالفعل تلك العقبة التي تكمن في تعزيز الاعتماد على الغير لديهم، فخوف الأم عليهم الأمر الذي يجعل منها انسانا يقوم بتهيئة كل الظروف لأبنائها يؤدي الى احساس الأبناء بقلة المسؤولية تجاه جميع الأمور فدائما هناك من يحل لهم المشاكل والمصاعب التي تعتريهم حتى بأبسط الأمور.

هكذا ننمي جيلًا يتبنى طريقة الاعتماد على الغير، جيلًا غير مستقر نفسيا وثقافيا وغير مؤهل لاتخاذ القرارات الحاسمة لوحده، فقد اعتاد أن يجد من يساعده دائما في تخطي عقباته ولم يعتَد على حل مشاكله بنفسه، لذا على كل أم أن تميز بين الخوف الناجع الذي يهيئ جوًا من الأمان للأبناء، ذلك هو خوف تعرضهم لأضرار البيئة السلبية من حولهم، وبين الخوف المفرط الذي يجعل منهم أناسًا معتمدون غير مستقرين ثقافيًا وفكريًا.

الخوف المفرط على الأبناء هو مشكلة اجتماعية باتت تجتاح المجتمع بأكمله وفي كثير من النواحي تؤدي الى تأخر المجتمع ثقافيا وتربويا، لذلك علينا أن نبني جيلًا مثقفًا، واعيًا وقادرًا على حل مشاكله بنفسه منذ الصغر لكي يتمكن من تنمية هذه القدرة حتى الكبر.

لم أتطرق كثيرا الى عرض المشكلة بصورة واسعة فالمشاكل كثيرة وليس المهم عرضها فقط انما ايضا ايجاد حلول عمليه تنتج فيها المنهج البحثي كله من عرض المشكلة واثارها والحلول غير التقليدية لمواجهة المشكلة نفسها.

طالبة عمل اجتماعي سنة أولى في جامعة تل أبيب

عين ماهل

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة