الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 01 / نوفمبر 00:01

حاصر حصارك/ بقلم: غسان عبدالله

غسان عبدالله
نُشر: 18/11/19 17:55,  حُتلن: 18:01

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

غسان عبدالله:

التمادي بممارساتها التمييزية من خلال تشريعاتها للقوانين الظالمة مثل قانون القومية وكمينيتس، بالاضافة لسياسة تصفية القضية الفلسطينية وتبنيها لما يسمى بصفقة القرن

ونحن في مرحلة العد التنازلي وفي النفس الاخير لمارثون المفاوضات والاقتراب من الوصول الى خط النهاية، ما زال الموقف غامضا للاعلان عن نجاح او فشل تشكيل الحكومة الجديدة، ومن وسط التطورات والمستجدات على الساحة التفاوضية وفي ظل تعاظم الازمة وربما الوصول الى ذروتها بين الاحزاب بما فيها القائمة المشتركة، تقترب ساعة الحسم وكلمة الفصل، وبالرغم من ذلك ما زالت الاراء متضاربة ووجهات النظر متفاوتة عند الكثير من المحللين والمتابعين والمراقبين للحلبة السياسية حول امكانية تشكيل الحكومة حيث ما زالت الضبابيه تسود المواقف، والافكار تتزاحم والتساؤلات تكثر هل هو الانفراج نحو اتفاق قد يؤدي الى تشكيل حكومة ضيقة برعامة غانتس رئيس حزب ازرق ابيض بتحالف مع ليبرمان بدعم خارجي من القائمة المشتركة ام انهيار لكل المفاوضات وزوال كل السيناريوهات وبالتالي التوجه نحو انتخابات ثالثة ؟؟!!


الاعتقاد السائد ان هذا السيناريو بات الاقرب بعد ان رجحت كل التطورات وكل ما نجم عن نتائج المفاوضات بفشل نتنياهو واسنفاذ المهلة التي منحت له بتشكيل حكومة ضيقة واستبعاد امكانية تشكيل حكومة قومية.

وفيما يتعلق بالامكانية الاولى فهي منوطة باتخاذ موقف شجاع وجريء من غانتس وليبرمان وخاصة ان هناك هدف مشترك ومتفق عليه وهو الاطاحة بحكم الليكود واسقاط نتنياهو وليواجه القضايا الجنائية التي تلتف حول عنقه والتخلص من حقبة استبداده وعنجهيته. اما بالنسبة للقائمة المشتركة فهي ايضا تصبو لنفس الهدف وقد كان الشعار الذي رفعته عشية الانتخابات السابقة هو اسقاط نتنياهو وقد كان الهدف الاول الذي وضعته على اجندتها بعد ان امعنت حكومة نتنياهو يسياساتها العنصرية وخطابها الحاقد على الجماهير العربية والتحريض على قياداتنا العربية.

وايضا التمادي بممارساتها التمييزية من خلال تشريعاتها للقوانين الظالمة مثل قانون القومية وكمينيتس، بالاضافة لسياسة تصفية القضية الفلسطينية وتبنيها لما يسمى بصفقة القرن. بلا ادنى شك القائمة المشتركة وناخبيها تعي جيدا ان حزب ازرق ابيض بفكره الصهيوني والايديولوجي ومواقفه اليمينية لا يختلف كثيرا عن الليكود وتعي ايضا تاريخ زمرة الجنرالات الحافل ، ولا غانتس يختلف كثيرا عن نتنياهو ولا هو بملاك.

ولكنها اللعبة السياسية!
ففي عالم السياسة كل شيء وارد وممكن، وقد تتغير الامور بين عشية وضحاها وبشرط دون التخلي او الحياد عن الثوابت الاساسية والاستراتيجية من اجل كسب ما يمكن لمصلحة المجتمع العربي بموازاة المحافظة على خطاب سياسي واضح ومنضبط.
ليس من الحكمة وليس من مصلحة جماهيرنا العربية التقوقع بافكار قديمة غير مجدية، بل الاجدى رسم مسار جديد ورؤيا اكثر واقعية وخطاب جديد وانتفاضة فكرية خلاقة لعلها تدفع ولو بخطوة مرحلية واحدة بمجتمعنا العربي نحو افق جديد قد يكون اكثر املا للمستقبل.

وهنا الشيء بالشيء يذكر ، وهل تجربة الكتلة المانعة على غرار الكتلة المانعة عام 1993 غير جديره ان نحذو حذوها ؟!
الم تحقق بعض المطالب للمجتمع العربي وساهمت بدفع عملية السلام ؟؟
وهل كان رئيس الحكومة اسحاق رابين انذاك اقل تطرفا وعنصرية من غانتس مثلا ؟؟ وهو المعروف بصاحب سياسة تكسير العظام !!
وهل نحن اكثر حرصا ومسؤولية من الراحل توفيق زياد والاخ عبدالوهاب دراوشة؟.
القائمة المشتركة هي بارقة امل ويجب ان تبقى في هذا الميمعان وعدم الانعزال والابتعاد عن المشهد السياسي فنحن نحمل مشروعا وطنيا ونتعامل مع قضايا حارقة ومصيرية، فالواجب يتطلب منا ان نبقى بقلب الحدث وان لا نغادره، والاولى ان تبقى المشتركة لاعبا سياسيا اساسيا مهما و مؤثرا في اللعبة السياسية وان ترفض محاصرة الاحزاب اليمينية، بل يجب ان تحاصر هذا الحصار وان تكسره ولفرض واقع سياسي جديد يخدم جماهيرنا العربية.
ومن اجل ذلك اعطى شعبنا الثقه لنوابنا العرب في القائمة المشتركة لكي تغير قواعد اللعبة لعلنا نحقق بعض الانجازات ونتطلع الى المستقبل. 

مقالات متعلقة