الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 08:01

تحديات مرضى السكري في فترة الكورونا

بقلم: بروفيسور نعيم شحادة

نعيم شحادة
نُشر: 25/10/20 13:39,  حُتلن: 20:55

على مرضى السكري موازنة مستوى السكر في هذه الفترة بشكل خاص لانهم معرضون اكثر من غيرهم لتعقيدات فيروس الكورونا، وعليهم الالتزام الصارم بتعليمات وزارة الصحة

- بروفيسور نعيم شحادة

السكري والسمنة آفتا القرن الواحد والعشرين، اذ يشهد عالمنا المعاصر ارتفاعًا مقلقًا بأعداد الذين يعانون من هذين المرضين، لا شك أن هنالك ارتباط وثيق بين السمنة وبين حصول مرض السكري زد على ذلك المشاكل الصحيّة الاخرى المرتبطة بالسّمنة بحد ذاتها. من الاحصائيّات المخيفة التي تم نشرها مؤخرًا تبين أن السمنة تؤدي الى وفاة ما يقارب 4.5 مليون انسان سنويًا بالإضافة الى 5 مليون انسان يموتون بسبب مرض السكري وتعقيداته الصحيّة. انها ارقام مخيفة حقًا ومن واجبنا ان نحارب هذه الآفة المنتشرة بشكل كبير. 


ب. نعيم شحادة

مع انتشار جائحة الكورونا يكون التحدي لمرضى السكري والاطباء أكبر لان هذه الشريحة وبحسب الدراسات الاخيرة معرضة بشكل جدي الى الاصابة بتعقيدات فيروس الكورونا خاصة في اواسط غير المتوازنين منهم. وهنالك حاجة ماسّة الى تحضير مرضى السكري في هذه الفترة الحرجة، ليكونوا متوازنين خاصة مع اقتراب فصل الشتاء. وهنا أود ان أشير الى أن مرضى السكري لا يلتقطون العدوى أو ينقلوها أكثر من الآخرين، لكن في حال إصابتهم بفيروس الكورونا فهم معرضون اكثر من غيرهم للمعاناة من تعقيدات المرض. كما وتشير الدراسات أيضا الى أن مرضى السكري المتوازنين معرضون بشكل اقل للإصابة بتعقيدات المرض مقارنة بغير المتوازنين . لذلك هناك أهمية لموازنة السكر والمواظبة على العلاج واتباع نهج حياة صحي ومنع السمنة والتواصل مع الطبيب المعالج في هذه الفترة بشكل خاص عبر وسائل الاتصال والوصول الى العيادة في الحالات الطارئة فقط. 


لا بد من اتخاذ اجراءات سريعة لمواجهة هذه الحالة الطارئة، على المرضى والاطباء التعاون على مكافحة هذا الخطر الدّاهم. أعمل من موقعي كرئيس المنظمة الاسرائلية للسكري على اطلاق برنامج تثقيفي عبر وسائل الاتصال الاجتماعي وصفحة الجمعية على شبكة التواصل الاجتماعي وعبر وسائل الاعلام لرفع الوعي حول الموضوع في الفترة القريبة وتعزيز التعاون بين المرضى والاطباء للخروج من هذه الازمة.

وبهذه المناسبة ادعو الطواقم المهنية والاطباء على التركيز على هذه الشريحة من الجمهور والاهتمام بموازنة السكر للمرضى ومواكبة العلاجات الجديدة والمناسبة لحالة المريض، كذلك تشجيع المرضى وتعزيزهم على ادارة مرضهم واستشارة الطبيب المعالج والالتزام بتعليمات وزارة الصحة. كذلك ادعو صناديق المرضى والمؤسسات الطبية والتنظيمات الاجتماعية والنوادي والمؤسسات العامة لتنفيذ برامج لرفع التوعية حول الموضوع خاصة في هذه المرحلة الحرجة وانا على استعداد لتقديم الاستشارة المطلوبة لتنظيم فعاليات ارشادية حول الموضوع والاجابة على اسئلة الجمهور العام دائما عبر وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.

يذكر ان المنظمة الاسرائيلية للسكري التي لها دور أساسي في كل ما يتعلق بمرض السكري في البلاد أهمها: معاينة الادوية الحديثة المستعملة لعلاج مرض السكري والمطالبة بإدخالها الى سلة الادوية، المشاركة بتحديد النصائح والارشادات العلاجية لمرض السكري، المطالبة بحقوق المرضى في مؤسسة التأمين الوطني والمكاتب الحكومية المختلفة وغيرها من الفعاليات والنشاطات التوعوية التي تؤثر على منع تفاقم مرض السكري في البلاد حيث يأتي هذا النشاط الخاص في ظل جائحة الكورونا والذي تموله المنظمة وبدعم غير مشروط من نوفونورديسك وذلك بسبب خطورة هذه المرحلة وتزامنا مع شهر نوفمبر الذي يعتبر شهر التوعية لمرض السكري واسقاطاته على الصحة العامة وصحة المجتمع العربي بشكل خاص.

مقالات متعلقة