الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 02:02

اعتبروا يا قادة الاحتلال!/ بقلم: الكاتب والأديب محمد علي طه

محمد علي طه
نُشر: 26/08/21 11:57,  حُتلن: 14:52

لفّ الذّئب الأمريكيّ ذيله وهرب. زعم أنّه جاء بطائراته وبصواريخه وبآلات الموت والدّمار لينشر الدّيموقراطيّة في أفغانستان وينقل الشّعب الأفغانيّ من ظلمات القرون الوسطى الى نور القرن الحادي والعشرين.

خلقت المصانع الأمريكيّة الطّائرات الحربيّة والصّواريخ الذّكيّة خدمًا لعزرائيل ولآلهة الموت، والجنراليسمو الأمريكانيّ يجرّبها في بلدان الفقراء وفي الشّعوب التي تحلم بأن تمطر السّماء خبزًا وملابس وأحذية. والكذبة الأمريكيّة هي الكذبة الاستعماريّة التي ردّدها الانجليز والفرنسيّون والاسبانيّون والبلجيكيّون ومصاصّو دم الشّعوب. لا جديد في سفالة الاستعمار وفي سفالة الاحتلال. جاءت سفنهم وسيّاراتهم وطائراتهم محمّلة باللصوص وبالمجرمين وبالقتلة وبسّفاحي الطّفولة، وتزعم أنّها تحمل علمًا وحضارة وديموقراطيّة. الاستعمار لئيم وحقير مثل البقّ يعيش على دماء الاخرين.
تبيض الأفعى في حقول الجوع والفقر والجهل والاستبداد وتخرج من بيوضها أفاعٍ جدراء وحمراء ورقطاء وصفراء تحمد وتشكر الأكل الأمريكانيّ السّريع وتحمل أسماء جديدة حديثة. هي طالبان أحيانًا، بن لادن أحيانًا، وداعش أحيانًا، وباكو حرام أحيانًا، وهي الضّبع العجوز ليلًا وهي الخنزير البرّيّ نهارًا.
الاستعمار غبيّ مثل النّغل وعنيد مثل البغل وحقير مثل العقرب.
سقطت سايغون وفرّ الأمريكان بالطّائرات تاركين وراءهم، ما زرعوا من حقد وكراهية ودمار وقبور جماعيّة. فرحتُ يومئذ بانتصار الفيتكونغ وهزيمة أمريكا وفرحت اليوم بهزيمة أمريكا ولم أفرح بانتصار طالبان.
لا يعود الحمار على خطأ ارتكبه وأوجعه وامّا الاستعمار الأمريكيّ فمكانك عد. لا راح عنّه شرّ ولا جاءته عافية. المشهد هو هو. المكان الأوّل مطار سايغون والمكان الثّاني مطار كابول.
والأمريكان لم يتحمرنوا.. ولم يتعلّموا!!
الأمريكان يعدّون العدّة في مطار بغداد.. جاءوا الى العراق حاملين أسلحة الدّمار لينقذوا العالم من أسلحة دمار وهميّة.
حرقوا بغداد وهدموا ما بناه المأمون..
حرقوا البصرة وما بناه علماؤها.
قطّعوا الموصل اربًا اربًا وأعدموا أبا تمّام والبحتريّ وأبا الطّيّب وأبا العلاء.
هدّموا قبر بدر شاكر السيّاب وسجنوا كلّ من يحفظ قصائد الجواهريّ والبياتيّ.
لو كان الاستعمار حمارًا لتعلّم من تجربته ولكن الاستعمار بغل أو نغل.
في العقد الثّالث من هذا القرن نشاهد نهاية الاحتلال.
احتلال كابول.. واحتلال بغداد.
اعتبروا يا قادة الاحتلال.
طال..طال هذا الاحتلال.
والفجر قريب!!

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com     

مقالات متعلقة