الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 12:01

بلينكن... كيسينجر أمريكا الجديد

أحمد حازم
نُشر: 02/07/24 07:56,  حُتلن: 12:52

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

جاء في الكتب السماوية الثلاثة (القرآن، الانجيل والتوراة)، ان الشيطان لا يموت ويبقى حيا بيننا حتى يوم الحساب. هكذا تقول الأديان الثلاثة. لكن هناك إبليس آخر في السياسة اسمه هنري كيسينجر الذي رحل جسديا نهاية العام الماضي عن عمر مائة عام وعام، لكن روحه (سياسيا) لا تزال تحوم فوق السياسة الخارجية الامريكية. وزيران اثنان للخارجية الامريكية اعترفا بيهوديتهما وبذلا الغالي والنفيس من اجل إسرائيل. الأول اسمه هنري كيسينجر الحائز على جائزة نوبل للسلام والدبلوماسي الذي تركت خدمته في عهد رئيسين أمريكيين علامة لا تمحى في السياسة الخارجية الأمريكية، والثاني اسمه انتوني بلينكن، الذي قال في الثاني عشر من شهر أكتوبر الماضي في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو إن وجوده في تل أبيب بصفته يهودي وليس بصفة وزير خارجية الولايات المتحدة فحسب.

وقتها رد عليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بأسلوب نفاقي عندما التقى به: “أنت قلت إنك يهودي وأنا نشأت في حي جنبا لجنب مع اليهود”. شاطر ومتملق قوي يا عبد الفتاح.

وزير خارجية الاتحاد السوفييتي الأسبق اندريه غروميكو، قال ذات مرة عن زميله كيسنجر انه “الشيطان” الدبلوماسي. كيسنجر ساند إسرائيل ووقف الى جانبها طيلة حياته السياسية، وقدم أكبر خدمة لها في تاريخها، لأنه "جرّ" الرئيس المصري الأسبق أنو السادات لزيارتها، وأقنعه بعقد اتفاق سلام منفرد معها. انه ثعلب سياسي ماكر استطاع اللعب بعقل رئيس أكبر واهم دولة عربية في المنطقة طالما كانت تعتبر معقل الوطنية والقومية العربية.

التاريخ يعيد نفسه مع بلينكن الذي ينافس كيسنجر في الولاء لإسرائيل وخدمتها. فمنذ اليوم الثامن من أكتوبر الماضي جاء بلينكن لإسرائيل ليقول لها."طالما الولايات المتحدة موجودة، لن تكونوا لوحدكم أبدا". ومنذ ذلك التاريخ يتحدث بلينكن كما لو انه نتنياهو، حيث تجاوز بلينكن منافسته لكيسنجر في توفير كل شيء لإسرائيل وهو يقوم علنا بتغطية كل ما تفعله اسرائيل في غزة ويضع اللوم على حماس فقط.

صحيح ان بلينكن هو صاحب الجولات المكوكية بين بلاده ومنطقة الشرق الأوسط ولا سيما لإسرائيل، لكنه ورغم القاسم المشترك بينه وبين كيسنجر في خدمة إسرائيل، لم يصل بعد في رحلاته الى عدد رحلات كيسينجر للمنطقة لكي يتوصل إلى فك ارتباط سوري- إسرائيلي بعد حرب أكتوبر 1973 حيث وصل عدد رحلاته الى 33 رحلة. وحسب قول آرون ديفيد ميلر، المفاوض الأمريكي السابق فإن هنري كيسنجر لا يزال يحتفظ بالرقم الأول في الدبلوماسية المكوكية.

وأخيراً... كلمة يجب قولها، وهي وجود فارق بين بلينكن وكيسنجر. فالأول أي بلينكن وعلى ذمة صحيفة “نيويورك تايمز” وخلال وصوله لإسرائيل ركض سريعا مذعورا إلى الملجأ وسط صفارات الإنذار التي دوت في تل أبيب، في واحدة من اللحظات الدرامية بشكل غير عادي لكبير الدبلوماسيين الأمريكيين، بينما كيسنجر لم يعش تلك اللحظات.

مقالات متعلقة