وللتاريخ حكايات مع حماس وإسرائيل. حكايات في بيروت وطهران وحكايات مع الزمن بهذا الشأن. تعلمنا من السياسة أن لكل حدث قصة أو سبب. في شهر نوفمبر عام 2023 كان نتنياهو في منتهى العصبية وكان لا يزال متوجعاً من عملية السابع من أكتوبر.وقتها سارع في إعطاء توجيهاتهِ لجهازي الأمن الخارجي والداخلي: الموساد والشّاباك، للتحضير لعملية اغتيال قادة حركة حماس في أي بلد يتواجدون فيه. الهدف من أوامر نتنياهو لقيادته الأمنية في منتهى الوضوح، وهو القضاء على حركة حماس حيث كلن ذلك (ولا يزال) من أهداف نتنياهو في الحرب على غزة.
لم تمض سوى فترة زمنية قصيرة على أوامر نتنياهو تم الإعلان عن مقتل قيادي حمساوي كبير في الضاحية الجنوبية لبيروت معقل حزب الله. فقد تمكن عملاء الموساد في الثاني من شهر يناير العام الماضي من اغتيال صالح العاروري نائب رئيس الحركة ومسؤول ملفّ الضّفّة الغربيّة فيها والذي كلن في زيارة لبيروت.
الاغتيال الإسرائيلي لقيادات حماس الذي أمر به نتنياهو تجاوز حدود لبنان والأراضي الفلسطينية ووصل الى العاصمة الايرانية طهران. فقد قام عملاء الموساد والشابك يوم 31 تموز/يوليو 2024 باغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ورئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق في طهران ، حيث كان في زيارةٍ لها للمشاركة في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان . نتنياهو قالها بكل وضوح: اغتيال قادة حماس ايتما وجدوا ولم يستثن أي بلد لا قطر ولا غيرها.
ما حصلَ في الدّوحة هو تحصيل حاصل لما أراده نتنياهو.فالعمليّة الإسرائيليّة استهدفت ضربِ مقر اجتماعٍ الوفد المفاوض برئاسة خليل الحيّة، والذ ي كان يشارك فيه ابرز قادة الحركة مثل رئيسها الأسبق خالد مشعل وموسى أبو مرزوق وزاهر جبّارين (الذي يتولّى ملفّ الضّفّة الغربيّة خلفاً للعاروري)، وغيرهم.
نجاة قيادة حماس من محاولة عملية الاغتيال في الدوحة لها علاقة ببعض قادة الحوثيين الذين قتلتهم إسرائيل خلال اجتماع لهم في صنعاء العاصمة. المعلومات المتوفرة تقول ان قيادة حماس تلقت تحذيرات، مفادها أنّ عليهم الحذر والحيطة حتى في قطر. المعلومات نفسها تؤكد أن قادةالحركة قاموا بعملية تمويه إذ وضعوا هواتفهم النّقالة في مكان واجتمعوا في مكان آخر على اعتبار أنّ إسرائيل تُراقب حركة هواتفهم، تماماً كما حصلَ مع صالح العاروري في بيروت، الأمر الذي أبعد عزرائيل عنهم والأعمار بيد الله.
هذه العملية ليست الأولى التي تنفذها إسرائيل في بلد خليجي ضد مسؤولين من حماس. فقد أقدمت في التاسع عشر من يناير عام 2010 على اغتيال محمود المبحوح أحد أعضاء كتائب عز الدين القسامفي مدينة دبي. وكان المبحوح قد تعرض لأربع محاولات اغتيال قبل هذه العملية.
وكعادته في اتباع أسلوب الكذب والخداع، أعلن ترامب عن عدم معرفته مسبقاً بالعملية. ولكن على من يضحك هذا الخرفان؟ فكيف يمكن لنتنياهو أن يأمر بتنفيذ عملية اغتيال في دولة عربية خليجية تبعد عن اسرائيل حوالي ألفي كيلومترا وفيها قاعدة عسكرية أميركية، وتُعتبر ذات أهميّة مميزة للولايات المتحدة؟
نتنياهو يحمل في جيبه خريطة لشرق أوسط جديد، يكون تحت سيطرة "إسرائيل" بترتيب وتنسيق مع ترامب. نحن أمام معادلة: "اثنان في واحد، بنيامين ترامب ودونالد نتنياهو".
تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency