معالجة ظاهرة العنف مسؤولية جماعية

محمد بشير
نُشر: 12/11/25 21:37

بقلم: محمد بشير – رئيس بلدية سخنين السابق

تُعدّ ظاهرة العنف من أخطر الظواهر التي تهدّد مجتمعنا العربي، وتزرع الخوف وتُضعف تماسك نسيجه الاجتماعي.
ومعالجتها لا تكون بردّات الفعل أو بالشعارات، بل من خلال خطة عملية شاملة ترتكز على عدة محاور أساسية:

1. التربية والمسؤولية الأسرية

الأساس في بناء المجتمع السليم يبدأ من البيت. فالتربية الصالحة والمتابعة الواعية لتحركات الأبناء في العائلة، المدرسة والمجتمع، هي حجر الأساس في الوقاية من العنف.
من الضروري كذلك منح المعلمين صلاحيات تربوية أوسع، وعدم تقديمهم للمحاكم على كل خطوة تربوية يقومون بها.
علينا أن نعيد هيبة المعلم ومكانته، ونرسخ سياسة تربوية حازمة تقوم على الحزم والتوجيه السليم.

2. لجان مهنية محلية وقطرية

ينبغي تشكيل لجنة محلية مختصّة وذات صلاحيات فعلية في كل بلدة، إلى جانب لجنة قطرية عليا تضم أصحاب الاختصاص في مجالات التربية، علم النفس، القانون، والشرطة، من أجل إعداد خطة عمل مهنية شاملة لمحاربة العنف على المستويين المحلي والقطري.

3. دراسة الأسباب ومعالجة المنخرطين

من المهم تحليل الأسباب العميقة التي تدفع الشباب إلى العنف، والعمل على معالجة المنخرطين فيه بطرق تربوية وقانونية مدروسة.
وكما يحتاج المريض إلى علاج مناسب أو عملية جراحية، فإن المنخرط في العنف يحتاج إلى علاج سلوكي وتأهيلي يعيده إلى الطريق الصحيح، ويمنعه من الانزلاق مجددًا نحو الجريمة.

4. تعزيز الأدوات المحلية للوقاية والردع

من الضروري رصد ميزانيات خاصة وتوفير أدوات فاعلة لكل سلطة محلية لمواجهة الظاهرة، مثل:
 •  إقامة فرق حراسة مجتمعية،
 •  تركيب كاميرات مراقبة في الأماكن الحيوية،
 •  إنشاء غرف مراقبة وتحكّم،
 •

هذه الأدوات تخلق شعورًا بالأمان وتساعد في ردع الجريمة قبل وقوعها.

5. المعالجة على المستوى الحكومي

على اللجنة القطرية المختصّة أن تطرح الظاهرة بجدّية أمام رئيس الحكومة، ووزراء الشرطة والأمن القومي وجهاز المخابرات، للمطالبة بـ:
 •  تطبيق القانون بحزم وردع حاملي السلاح غير المرخّص،
 •  تعزيز جهاز الشرطة وزيادة الكوادر العاملة،
 •  تخصيص ميزانيات عاجلة لمعالجة الظاهرة بشكل فوري ومدروس.

6. التوجّه للمؤسسات الدولية عند تجاهل المطالب

في حال استمرار تجاهل الجهات الرسمية لمطالبنا، علينا التوجّه إلى الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، والمؤسسات الدولية ذات الصلة، بما في ذلك المحكمة الدولية، للمطالبة بحقّنا في الأمن والمساواة والحماية من التمييز، استنادًا إلى مبادئ القانون الدولي.

هذا رأي شخصي، قد يُصيب أو يُخطئ،
لكن تخيّلوا كم ستكون الفائدة أعظم لو اجتمع مئة شخص من أصحاب الاختصاص والخبرة – من القانونيين، والمربين، وعلماء النفس، والقيادات المجتمعية – لصياغة خطة شاملة وعملية لمواجهة هذه الظاهرة المؤلمة التي تهدّد مستقبل مجتمعنا وأجيالنا القادمة.

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة