الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 30 / نوفمبر 03:02

رُزمة أخطار وخمسة في عينيّ الحسود/ بقلم: الاديب والكاتب محمد علي طه

محمد علي طه
نُشر: 14/07/21 13:41,  حُتلن: 16:03

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

منذ تأسيس هذه الدّولة وضعني قادتها المؤسّسون ثمّ التّابعون في "خانات" عديدة كي تحافظ الدّولة على "يهوديّتها وديموقراطيّتها". ومن الواضح أنّ ما يوحّد هذه الخانات كلمة "خطر" فأنا خطر أمنيّ، وخطر ديموغرافيّ، وخطر قوميّ، وخطر بيئيّ، وخطر حضاريّ، وخطر دينيّ، وخطر سياسيّ وخطر صحّيّ. هل بقيت أخطار أخرى؟ ربّما. لعلّ هناك أخطارًا تعرفها الدّولة ويحدّدها العقل اليهوديّ المتفوّق على العقول جميعها وأمّا أنا العربيّ الّذي يحيا على البركة فأجهلها.

ولأنّني لا آكل من الصّحن وأبصق فيه. أقرّ وأعترف بأنّ هذه الدّولة ديموقراطيّة لليهود من آل هرتسوغ وآل ادلشتاين حتّى آل بيطون وآل منغستو وأمّا أنا فأنال طراطيش من الدّيموقراطيّة ومما تبقى من فتات مائدة سموطرتش وزوجته المصون، وهذا ليس بالقليل! ولا يحقّ لي أن أزعم، مجرّد زعم، بأنّ الدّيموقراطيّة واليهوديّة خطّان لا يلتقيان مهما امتدّا الا بأذن الرّابي أرييه درعي والرّابي دروكمان لأنّ مثل هذا الزّعم يعرّضني الى تهمة "اللاساميّة" وعندئذ تغضب عليّ إسرائيل وأمريكا والاتّحاد الاوروبّيّ.
ومن أنا حتّى أقف بوجوه العمالقة وأعطى شهادات في الدّيموقراطيّة.

وما دمت مبلّلًا بالمواطنة الصّالحة وبالنّهج الجديد من رأسي حتّى أخمص قدميّ فلا يصحّ أن أتذمّر أو أن أنكر نعمة الله ونعمة الدّولة فالعقل اليهوديّ المعجزة الّذي أعطى البشريّة أينشتاين وفرويد وماركس وأعطانا بن غفير وسموطرتش وليبرمان لا يمكن ولا يجوز ولا يصحّ أن يكون عنصريًّا. معاذ الله. !!
أعترف أنّني خطر أمنيّ وعبّر عن ذلك الجنرال موشيه ديّان في خطبته الشّهيرة عن أهل عسقلان الّتي صار اسمها أشكلون، كما أنّني خطر ديموغرافيّ لأنّ ميلاد أطفالي سرق النّوم من عينيّ رئيسة الوزراء غولدا مئير. ما هذه القسوة؟ نسرق النّوم من عينيّ سيّدة عجوز؟ وأنا خطر حضاريّ لأنّ المدن والقرى العربيّة من راهط وشقيب السّلام حتى عرّابة والجشّ تخلو من دور السينما والمسارح ولا يستمع أهلها الى الدّانوب الأزرق ولا يشاهدون بحيرة البجع بل يطربون على الدّحيّة وإطلاق الرّصاص في الأفراح. واحنا ع ظهور الخيل تعلّمنا الفروسيّة. على الرّغم من أنّه لا خيل عندنا ولا حمير!!
وأنا خطر دينيّ لأنّني أردّد في اليوم الواحد عشرات المرّات "الله أكبر" الّتي تعني "اطبح اليهود"، فعبقريّة العقل اليهوديّ حوّلت كلمة "اذبح" الى كلمة "اطبح" الموحية ب "طيبح" ومعناها مجزرة فالعربيّ جزّار على الرّغم من أنّه مجزور في الطّنطورة وعيلبون وكفر قاسم ودير ياسين وهلمّجرّا.
وأنا خطر بيئيّ لأنّ هناك بلدات عديدة في النّقب المثلّث والجليل لا توجد فيها خطوط مجارٍ ولا برك لتكرير المياه العادمة، كما أنّنا ندع العكر يتدفّق من معاصر الزّيتون في الشّوارع كما أنّ شوارع قرانا ومدننا ليست نظيفة مثل شوارع هرتسليا ورمات هشرون. والأهمّ أنّنا نبني بيوتنا، عشرات الآلاف، بدون ترخيص وهذه فوضى!!
وأنا خطر سياسيّ لأنّني لا أوافق على قانون القوميّة ولا على قانون حقّ العودة لليهود ولا على قانون النّكبة ولا على قانون كامنتس ولا على قانون المواطنة ولمّ الشّمل حتّى لو دعم ذلك خمسة نواب من أبناء جلدتي، خمسة في عين الحسود.
أنا مجموعة أخطار وأقترح أن يلحق باسم كلّ مدينة أو قرية عربيّة كلمة "خطر" مثلا الطيرة خطر، شفاعمرو خطر، سخنين خطر وهلمّجرّا، على شرط أن تكتب بالعربيّة الصّحيحة لا كما تكتبها وزارة المواصلات الاسرائيليّة "منعطف ضطر". وايّاكم من التّلاعب بترتيب الحروف.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   

مقالات متعلقة