الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 16 / أبريل 21:02

قضية نزار بنات وصناعة حصان طروادة جديد -بقلم فادي أبوبكر‎‎

فادي أبوبكر‎‎
نُشر: 16/07/21 06:15

أثارت وفاة الناشط الفلسطيني نزار بنات، بعد أن اعتقلته أجهزة الأمن الفلسطينية، يوم 24 حزيران/ يونيو 2021، غضب كافة أبناء الشعب الفلسطيني بكافة اطيافه وإنتماءاته، وطالب الكل الفلسطيني السلطة الفلسطينية بالمسارعة في تقديم المتهمين بقضية نزار للمحاكمة، فهؤلاء ليسوا أعداء نزار وحسب، بل أعداء كل فلسطيني.
إلا أن المسيرات والحراكات المناهضة للسلطة الفلسطينية وقيادتها، لم تتجاوب مع بيان القيادة الفلسطينية، أو بيان رئيس لجنة التحقيق في القضية، أو حتى تصريح المتحدث باسم الأجهزة الأمنية اللواء طلال دويكات، الذي أفاد بأنه تم إحالة 14 شخصا للقضاء وأن التحقيقات ستستمر حتى يتم تقديم لوائح اتهام بحق الأشخاص حسب الأصول القانونية، وصولاً إلى إجراء محاكمة عادلة.
وفيما يخص مسألة قمع الأجهزة الأمنية لأولئك المتظاهرين يوم 26 حزيران/ يونيو 2021، فإن ما تحلّى به عناصر الأجهزة الأمنية تجاه المتظاهرين يوم 3 تموز/ يوليو 2021 من صبر وضبط نفس عالي، يُدلّل على أن الأجهزة الأمنية قد أدركت ما يهدف إليه أولئك "الحراكيّون" من محاولة جرّهم إلى هذا المربّع الأسود، من خلال استفزازهم بهتافات التخوين والإساءة التي لا تدخل ضمن إطار الاحتجاج وحرية التعبير، ورغم قساوة وبشاعة هذه الألفاظ الخارجة عن كل القيم الوطنية والأخلاقية، سنسرد بعض منها:
" يفضح عرضك يا عباس"
"سلطتنا سلطة تعريص من الجندي للرئيس".
من هذه الهتافات المعيبة التي كان يرددها أولئك "الحراكيون"، يتضح ببساطة أن قضية نزار بنات ما هي إلا فرصة تم التقاطها،فهي هتافات لا تعبر عن مطالب ومظالم ،بل هي مقصدها استفزاز عناصر الأمن. وما تغطية قنوات تلفزيونية مشبوهة مثل قناة "الجزيرة القطرية" كما فعلت بالعديد من الدول العربية، إلا لتسهيل عملية صناعة حصان طروادة جديدة في فلسطين، من أخشاب متعددة الأنواع والأجندات. وجاءت حادثة وفاة المواطن شادي نوفل في سجون حركة حماس بقطاع غزة، لتؤكد مزاعمنا، حيث لم يلتفت إلى قضية نوفل أحد منهم، ولا حتى ببيان استنكار على أقل تعديل.
كيف لأولئك أن يكونوا مؤتمنين على المشروع الوطني؟ وكيف لمن يطمح بالحكم ولا يعتبر القدس أولوية أن يؤتمن على قيادة شعب الجبارين؟. .ينادون بالديمقراطية وعدم تكميم الأفواه،بالرغم من خروجهم في السابق بمسيرات عدة وبحرية مطلقة دون قيد أو شرط في قلب مدينة رام الله، في الوقت الذي لا يسمح للمواطن الفلسطيني في قطاع غزة بالتنفّس إلا بتصريح من حكومة الأمر الواقع.
حررّته فقيّدني .. هذا هو الوصف الأمثل للحالة السائدة، ولكن حرية هذا الحراك تنتهي حال أصبح يثير الفتن والنعرات في المجتمع ،ويُقيّد المشروع الوطني ويهدّده.. وهذه الفوضى باتت تُهدّد وحدة الموقف، والمشروع الوطني، و تُنذر بتراجع أهمية القضية الفلسطينية لدى الرأي العام العالمي .. فمن المستفيد؟.. من المستفيد إلى جانب الكيان الإسرائيلي المُستفيد بطبيعة الحال من أي هفوة أو غلطة فلسطينية صغيرة؛ يستثمرها ويبني عليها خطط وآليات واستراتيجيات.
إحدى فوائد وسائل التواصل الاجتماعي أنها تكشف الدوافع الحقيقية لهذا الحراك، والمتتّبع لتعليقات وتغريدات أولئك "الحراكيون" وصفحاتهم، يرى بوضوح أن حركة فتح هي المستهدفة، وأن هناك حصان طروادة جديد جاري صُنعه بهدف إنهاء هذه الحركة المنفردة بمنطلقاتها الوطنية الخالصة، والتي لا تتبنى أي أيديولوجيا، بل تستوعب كل الأيديولوجيات الأخرى التي تؤمن بالوطنية كفكرة وكممارسة نضالية.
ولا يسعنا في الختام سوى أن نقول بأن من يقف في وجه حركة فتح، سيسقط في دوامة الهزائم، كما هُزمت أنظمة وقوى عظمى من قبله، لأن حركة فتح هي حركة الشعب الفلسطيني ونوره الذي يهتدي به، فكيف لهم ان يحتلوا النور ؟!.

فادي أبوبكر
كاتب وباحث فلسطيني
 

مقالات متعلقة