الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 12:01

إبادة مخيم تل الزعتر وتدمير مخيم اليرموك....جريمتان برسم النظام السوري

احمد حازم

احمد حازم
نُشر: 15/08/21 11:25,  حُتلن: 14:13

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

يقول أحد الزملاء في مقال له حول الذكرى الخامسة والأربعين لمجزرة تل الزعتر،أن الفلسطينيين تعرضوا لمجازر عديدة وعانوا كثيراً من ارتكاب جرائم بحقهم. نعم هذا صحيح. لكن الأصح، وهذه نقطة مهمة أريد لفت النظر إليها، هي المصداقية في إظهار الحقائق بتبيانها للقراء. وما دام الحديث يدور عن مجزرة رهيبة بحق مخيم تل الزعنر وقعت في النصف الثاني من شهر آب/أعسطس عام 1976، فلا بد وانطلاقاً من الأمانة الصحفية تسمية لطفل باسمه وليس فقط الحديث بشكل عام عن مجازر، والتستر عن الفاعلين.
في الثاني عشر من شهر أغسطس عام 1976 قامت مجموعة من الميليشيات اليمينية المسيحية اللبنانية بإبادة مخيم تل الزعتر وإزالته عن الوجود وقتل 4280 مدني من سكان المخيم. المجموعات التي حاصرت المخيم وأبادته تماماً، كانت تضم قوات حافظ الأسد وتحالف حزب الكتائب والقوات اللبنانية بقيادة وليم حاوي ومن ثم بشير الجميل وإيلي حبيقه وسمير جعجع (مجرم مجزرة مخيمي صبرا وشاتيلا) وميليشيا "النمور الأحرار" بزعامة كميل شمعون وميليشيا جيش تحرير زغرتا بزعامة طوني فرنجيه، وميليشيا حراس الأرز. وتمت تلك المجزرة بتوافق ودعم أمريكي صهيوني. وقد سقط على المخيم خلال فترة الحصار والإبادة حوالي 55 ألف قذيفة
هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي في تلك الحقبة الزمنية قال في مذكراته،" ان الإمساك بالورقة اللبنانية عبر القضاء على المعارضين، ومن ثم الإمساك كذلك بالورقة الفلسطينية عبر القضاء على منظمة التحرير، كان جزءا من حزمة هدفت لإبرام تسوية للقضية الفلسطينية، سُمّيت آنذاك صفقة أو عملية جنيف".هذا القول أكده أيضاً الأكاديمي والمفاوض الإسرائيلي ايتمار راينوفيتش الصديق الشخصي لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إسحق رابين، علماً بأن هذا الأخير كان سفيراً في واشنطن عند الاجتياح الأسدي للبنان بضوء أخضر أمريكي صهيوني.
هناك سياسيون يتقلدون أعلى المناصب في لبنان ساعدوا في إبادة مخيم تل الزعنر، بمعنى أنهم لا يزالوا أحياءً ولا تتم مساءلتهم. وبما أنهم أصبحوا من الخبراء في قتل الفلسطيني، انتقلوا إلى قتل اللبناني وتفجير ميناء بيروت حيث قتل وشرد ألآف المدنيين من اللبنايين من سكان العاصمة بيروت. وكان من ضمن تلك القيادات، الرئيس اللبناني الحالي ميشال عون، الذي شارك في معارك الحرب الأهلية اللبنانية ومجازرها عام 1976، والذي اعترف في مقابلة أرشيفية مسجّلة معه، أنه أشرف على خطة تطويق تل الزعتر قبل إقتحامة لاحقا وتنفيذ المجزرة.
التاريخ يقول،(والتاريخ لا يكذب) أن جيش النظام السوري الذي كان متواجداً في لبنان بتواطؤ أمريكي صهيوني، كان له الدور الأكبر في مجزرة تل الزعتر، خصوصاً أنه قصف المخيم بالطائرات والصواريخ، وشاركته في ذلك وللأسف جبهة أحمد جبريل"القيادة العامة" و تنظيم الصاعقة، اللذين يعتبران تنظيمين فلسطينيين لكن بالاسم فقط ، لأنهما حتى اليوم "أسديتا" النهج والممارسة، بمعنى أنهما جزءا لا يتجزأ من النظام السوري، كما تباهى أحمد جبريل دائماً.
الفنان اللبناني المعروف زياد الرحباني ابن فيروز، قال في مقابلة مع قناة الميادين في شهر تشرين أول /أكتوبر 2012 أنه شاهد بأم عينيه من على شرفة بيت العائلة ميشيل سماحة أحد كبار حزب اكتائب في تلك الفترة، وعاصم قانصو رئيس تنظيم الصاعقة في لبنان، مع ضباط مخابرات من جيش النظام السوري والجيش اللبناني يراقبون بسرور القذائف الصاروخية، وهي تنهال على أهالي وسكان تل الزعتر". شهادة للتاريخ.
الرئيس الراحل ياسر عرفات وصف تل الزعتر بأنه "ستالينغراد فلسطين" والراحل جورج حبش قال إن نظام آل الأسد قتل من الفلسطينيين أكثر مما قتلت إسرائيل، وأمر مماثل تقريباً قاله السياسي اللبناني الراحل جورج حاوي عن شهداء الحركة الوطنية اللبنانية، من خلال توصيف الحقائق حيث رغبة نظام الأسد الأب، في إنهاء التمثيل السياسي الفلسطيني الشرعي من أجل المتاجرة بالقضية الفلسطينية.
مجزرة تل الزعتر لا يمكن أن تسقط بالتقادم، وستظل وصمة عار على جبين النظام السوري، الذي لم يتعلم من درس تل الزعتر، وأعاد فعلته ثانية في مخيم اليرموك بالقرب من دمشق، والذي قالت الأمم المتحدة أن نسبة تدميره على أيدي النظام وأعوانه بلغت ثمانون بالمائة وأصبح مكانا غير قابل للحياة،

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com     

مقالات متعلقة