الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 19:02

الذاكر والغافل

حازم ابراهيم

حازم ابراهيم
نُشر: 29/09/21 22:31

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

عن أبي بردة عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (مَثَلُ الذي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لا يَذْكُرُ رَبَّهُ ، مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ) متفقٌ عليه ، في هذا الحديث الشريف بيان لفضل الذكر ، إذ به تظهر الحياة على الذاكرين لما يُضفيه عليهم من النور وما يصل إليهم من الأجر، إن الغافل عن ذكر الله كالميت والذاكر كالحي، وأنه ينبغي للمؤمن أن يكون ذاكرًا لله ، ولهذا في حديث عبدالله بن بسر لما قال: يا رسول الله ، علمني بابًا أتشبث به ؛ فإنَّ شرائع الإسلام قد كثرت عليَّ ، قال: لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله فينبغي للمؤمن أن يكون كثير الذكر حتى يكون بعيدًا عن مشابهة الأموات ، فالغافل شبيه الميت ، والذاكر شبيه الحي ( وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ ) كما أن التاركين للذكر وإن كان فيهم حياة فلا اعتبار لها ، بل هم أشبه بالأموات إذ لا يشعرون بما يشعر به الأحياء المشغولون بطاعة الله سبحانه ، والمراد بالذكر الإتيان بالألفاظ التي ورد الترغيب في قولها والإكثار منها ، مثل التسبيح والتحميد والحوقلة والبسملة والحسبلة والاستغفار، كما أن الذكر يطلق على المواظبة على العمل بما أمر الله تعالى به كتلاوة القرآن وقراءة الحديث ومدارسة العلم والصلاة النافلة ، كما أن الذكر أنواع : منه الذكر باللسان ، والذكر بالقلب ، والذكر بالجوارح ، والمراد بذكر اللسان كل الألفاظ الدالة عليه من التحميد والتسبيح والتمجيد والذكر بالقلب يكون بالتفكر في أسرار المخلوقات والكون ، والذكر بالجوارح يكون باستغراقها في الطاعات التي أمر الله تعالى بها ، ويَكفي الذاكر فضيلة أن الله تعالى يذكره قال تعالى : {فَاذكُرُونِي أَذكُركُم} ففي الآية بيان لشرف الذكر والذاكرين ، وقد ذكر الإمام ابن القيم فوائد عديدة للذكر منها : أن حياة المسلم في ذكره لربه يزهو وجه المسلم وتحصل له النضارة والجمال ، ويزول همه ويشعر بالسعادة والفرح والسرور لذا فمن أراد أن يعيش هذه الأمور واقعًا في حياته فعليه بالمحافظة على الذكر ، ومن فوائد الذكر أن الإنسان بالذكر يحصّل رضا الله تعالى ، ويطرد الشيطان وتفتح له أبواب المعرفة ، كما أن الذكر وسيلة للحياة بكل ما فيها من خير، والبعد عنه وسيلة لكل شر، كما أنه سبب للطمأنينة والراحة وسعة الرزق ، والبعد عنه سبب للشقاء والتعب .

مقالات متعلقة