الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 20:02

دلالات زيارة الوفد الحمساوي للقاهرة/ بقلم: شاكر فريد حسن

شاكر فريد حسن
نُشر: 08/10/21 08:12

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية والوفد المرافق له من الداخل والخارج إلى القاهرة لمناقشة ملفات عالقة وصفت بأنها ذات أهمية، مع الجانب المصري، وتحمل معها رسائل سياسية عديدة، ومجمل هذه الملفات هي فلسطينية قلبًا وقالبًا، وفي مقدمتها موضوع التهدئة في قطاع غزة وإعادة إعمار القطاع، الذي طاله التدمير بصواريخ الاحتلال خلال العدوان الأخير، علاوة على المصالحة الفلسطينية واستعادة الوحدة الوطنية، والانتخابات البلدية وما سيترتب على ذلك إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية بضمانات دولية.

وتأتي هذه الزيارة لقادة حماس لمصر بعد الخطاب الذي ألقاه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الجمعية العامة في الأمم المتحدة الذي طرح من خلاله مجددًا حل الدولتين، وامهال الاحتلال عام واحد للانسحاب من الأراضي الفلسطينية ليتسنى للفلسطينيين إقامة دولتهم الحرة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وفي الوقت الذي نجد السلطة الفلسطينية تحاول استمالة الرأي العام الدولي، والتواصل مع ساسة إسرائيليين وعدد من وزراء حكومة الاحتلال والاستيطان والعدوان، على أمل إحياء المفاوضات وفكرة المشروع السلامي، فإن المحافل الإسرائيلية هي أكثر تعنتًا ورفضًا للقاء عباس، وليس لديها نوايا وآفاق سياسية ولا تقبل فكرة السلام على أساس حل الدولتين، وتطرح خطة "الاقتصاد، مقابل الأمن".

في لقاءات القاهرة تحاول مصر الضغط على قادة حركة "حماس" لتثبيت التهدئة مع إسرائيل، استكمالًا للجهود المصرية في أثناء معركة سيف القدس، ولكن تثبيت التهدئة منوط ومشروط بإعمار غزة، وتخفيف الحصار المفروض على القطاع منذ عقد ونصف ونيف، فضلًا عن انجاز صفقة تبادل الأسرى. ووفق ما طالعتنا به الانباء فإن حماس وافقت على تثبيت التهدئة مقابل تخفيف الحصار والبدء بإعمار غزة.

هناك ضرورة وحاجة لصياغة استراتيجية وطنية جديدة موحدة للمقاومة بكل أشكالها، لمواجهة كل المخططات والمشاريع التي تستهدف شطب القضية الفلسطينية وقبرها. فقد انتهت مرحلة أوسلو التي حولتها المؤسسة الاحتلالية الصهيونية إلى مرحلة دائمة جعلت منها فرصة لتكثيف الاستيطان والتوغل في عمق الأراضي الفلسطينية، كخطوات على طريق إنجاز المشروع الصهيوني.

إن وقائع المشهد السياسي الراهن يجب أن يكون محفزًا للشعب الفلسطيني وقيادته السياسية لبدء مرحلة جديدة ومسيرة نضال موحدة، بعيدًا عن عقلية نهج التسويات السياسية المنقوصة، مسيرة كفاحية باصطفاف وطني وطبقي قادر على تعبئة وتحشيد الجماهير، وإحداث التفاف إقليمي ودولي من أجل إحقاق الحقوق الفلسطينية، غير المنقوصة، في العودة والدولة والاستقلال والتحرر الوطني.

مقالات متعلقة