الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 13:01

قراءة في قصة الأطفال "برتقال يافا"

بقلم: هدى عثمان أبوغوش

هدى عثمان أبوغوش
نُشر: 13/10/21 15:34,  حُتلن: 18:53

قراءة في قصة الأطفال "برتقال يافا" للكاتبة الفلسطينية الدكتورة روز اليوسف شعبان عن منشورات "أ.دار الهدى.ع.زحالقة" من كفر قرع. وتقع القصة في 34 صفحة من الحجم المتوسط،الرّسومات لمريم الرّفاعي.


في هذه القصّة الموجهة للأطفال، يجد القارئ نفسه وكأنّه أمام قصتين:الأولى قصّة البحر والعائلةوغدره التي يمكن الاستغناء عنها بسرد كلمات قليلة كمدخل للولوج لقصّة برتقال يافا،لأنّ الكاتبة أسهبت في السّرد والوصف والتّفاصيل الدقيقة التي تعتبر حشوا زائدا وتثقل على الطفل،بالإضافة إلى أنّها لا تخدم فكرة القصّة كثيرا.(غرق تامر وانقاذه من قبل الوالد ،والتّفاصيل الدقيقة المتعلقة بإحضار المناشف،جدّي الّذي يسكن في الطابق الأرضي).
ثم تنتقل الكاتبة إلى قصّة برتقال يافا التي هي محور القصة وأساسها التي تهدف إلى أهمية المحافظة على تراث الأجداد،وترسيخ الوعي عند الأطفال لذاكرة تاريخ بلادهم خاصة في عام النكبة 1948؛فيدخل الطفل لواقع أجداده الحزين،وتثير القصّة لدى الأطفال مدى أهمية برتقال يافا حيث أسهبت الكاتبة في الشّرح والمعلومات على لسان الجدّ سليم.
وقد أقحمت الكاتبة قصة اللصوص وسرقة الدّبوس في نهاية القصة،ممّا جعل السّرد حشوا زائدا،على الرغم من أننا ربما نقرأ في النهاية،الرّمزية من سرقة الدّبوس الّذي هو استمرار لسرقة التّراث من قبل الاحتلال.
سيطرت على القصّة العاطفةالحزينة ،حزن الأطفال على هدم قصرهم الرملي،القلق الذي ساد حين علا الموج وكاد أن يغرق تامر،السّرد الحزين حول ضياع الوطن،وقد جاءت النهاية حزينة حين مرض الجدّ سليم،ممّا ينعكس على انفعالات الأطفال من القلق والحزن وفي تعاطفهم مع الجدّ،ومن الجدير بالذكر إلى أنّ قصص الأطفال يجب أن تنتهي بالسعادة والفرح.
استخدمت الكاتبة أُسلوب السّرد القصصي التصويري الواقعي،وقد احتوى السّرد على بعض الجمل الطويلة التي يمكن تفاديها بكلمات مختصرة،جاءت القصّة على لسان أحد أفراد الأسرة(رانية) بضمير المتكلّم،ثم انتقلت على لسان الجدّ سليم،وثمّ انتقل السّرد لضمير الغائب. استخدمت الحوار بين أفراد الأسرة،وطرح الأسئلة،وتلك إشارة إلى تشجيع الأطفال في إبداء الرأي وعدم التّردد من والسؤال.استخدمت الاسترجاع الفني في استحضار الزمان والمكان في عرض تاريخ النكبة وأثرها.استخدمت المعلومات التّاريخية عن النكبة ومفرداتها.
أمّا الرّسومات فكانت جميلة،لكن ورد هناك خطأ تطابقي بين الصورة والنّص في صفحة 9،فالصورة التي في صفحة10 تتطابق مع النّص في صفحة 9.
وختاما فإنّ القصّة لا تعالج أو تطرح مشكلة ما عند الأطفال،بل هي سرد واقعي تاريخي عن النّكبة هدفها حفظ الذاكرة عند أجيال المستقبل؛لكي لا ينسوا تاريخهم،ولذا تعتبر القصة تثقيفية بعيدة عن المتعة مع الإشارة إلى أنّ القصّة تحتاج لتعديل وحذف بعض السّرد.

  موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com 

مقالات متعلقة