الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 04:02

ذُبابة..!- قصّة قصيرة

بقلم: أحمد الغرباوي

أحمد الغرباوي
نُشر: 23/10/21 07:55,  حُتلن: 09:03

حول كُلّ إمْرأة يحومُ.. ويفحّ طنينه شبكة صيّاد ماهر بمحيط أذنيها حَيْاة لاهية.. ويتقلّب عابثًا بجُزئيات حلوى مكشوفة من جسدها.. وكان من خفّة الحركة والدهاء أن ينطلق وقطيْرات الشّهد؛ دون أن تمسّه كفّ إمرأة.. أو تهُشّه أنامل أخرى.. أو تخيفة صرخة أنثى.. أو تتمسّح بشعر جناحيه طلاء ظفر..
لم يردعه قُبْحٌ.. ولا يُغريه جمالٌ.. هو متاح لكُلّ ِصنفٍ ولون ونوع وفئة.. وطبقة وغيرها.. السيّدُ المُتاحُ هو للجميع!
وأخيرًا يملّ.ُ. أوقُل رُبّما يريدُ أن يستقرّ.. وقد أرهقه الطيْران والشعر الأبيض بدأ يطلُّ.. وتُعْلِنُ المرآة بأنّه كبر بمايكفى..
ويقرّرُ أن يتوقّف عن العبث بالنساء بشرعٍ أو دون شرعٍ.. وينوى الزواج..
ويطلبُ من والدته اختيار إمْرأة من أصل طيّب تصونه.. لا يهمّ الحُسن.. ولا يعنى البَيْاض.. ولا يبالى بمستويات السُّكّر ونقاء العسل.. ولا.. ولا..
فقد شبع بما تذوّق..!
ودون أنْ يأخذ حمّامًا.. فى فجر ليلة الدّخلة يتركُ العروس الجميلة قِطع جاتوه مُبَعثرة على الفراش.. لا تعرف ماذا يجرى..
وشعاعُ النّشوة يخفتُ.. وهى تغيبُ بَيْن حرارِ لُهاث الدّمعِ وزمهرير جليد الحُزن..
وهو ينفض النِدَف الحمراء العالقة به، ويطيرُ بعيدًا.. يحطُّ على حافة أوّل صندوق قمامة..
وفى الصباح يُرسلُ لها (ورقة الطلاق)..
فقد اكتشف أنّها (عذراء)..!
.........

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com

مقالات متعلقة