الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 30 / نوفمبر 03:02

لبنان في مرمى العبودية السعودية!!

بقلم: د.شكري الهزَّيل

د.شكري الهزَّيل
نُشر: 03/11/21 15:23,  حُتلن: 16:58

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

يعيش لبنان منذ عقود من الزمن ازمات خانقة متتالية فما ان يتم معالجة ازمة والا بدات ازمة اخرى من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية ومرورا بتشكيل الحكومات وحتى ازمات تدوير الزباله وانقطاع الكهرباء والغلاء المعيشي ناهيك عن الفقر المدقع اللذي يعيشه اللبنانيون وضيوفهم من لاجئين يعيشون في لبنان الدولة الفقيرة والمنكوبة بطبقة حاكمة فاسدة عمادها واساسها التقسيم الطائفي والميليشي والتبعية بكل اشكالها للقوى الاقليمية والدوليه, لكن البارز والظاهر في الامر هو الصراع السعودي الايراني على النفوذ في لبنان وهذا الصراع يأخذ ابعاد سياسية كارثية في لبنان الخارج قبل ثلاثة عقود من الزمن من حرب اهلية طاحنة حرقت الاخضر واليابسه وكانت نهايتها عبر اتفاق الطائف في السعودية عام 1989 وهو الاتفاق الذي انهى الحرب واعاد صياغة تقسيم الادوار والمناصب داخل منظومة الدوله اللبنانية السياسية والبرلمانية!!


بعد انتهاء الحرب بدأ النفوذ السعودي يتنامى في لبنان عبرعائلة الحريري ممثله برئيس الوزراء السابق رفيق الحريري الذي اُغتيل عام 2005 وهذا الاغتيال كان بمثابة ضربه قاسية للنفوذ السعودي والوجود السوري في لبنان لكن في المقابل بدأ النفوذ الايراني يتنامى اكثر واكثر عبر حزب الله الموالي للمرشد الايراني والداعم لنفوذ هذا الاخير الذي دعم حزب الله في الحرب ضد العدوان الاسرائيلي" حرب تموز" على لبنان عام 2006 وفي المقابل ادانت السعودية موقف حزب الله وحملته مسؤولية اندلاع الحرب ووصفت مسلكيته ب"العبثية".. واضح ايضا ان"تيار المستقبل" الذي يتزعمة ال حريري قد دعم الموقف السعودي من حرب تموز وبهذا الشكل تشكلت مسارات تقاطعية بين المحلي والاقليمي وبين الدور السعودي والسوري والايراني في لبنان حيث بدا واضحا بعد نهاية الحرب انه لابد من التوصل الى تفاهمات اقليمية ومحلية تسمح لعودة النفوذ السعودي وهذا ماحدث بعد ان تولى سعد الحريري"نجل رفيق الحريري" رئاسة الوزراء في لبنان في اعقاب تفاهمات سعودية سوريه عام 2007 ضمنت الى حد ما الدور السعودي في لبنان لكن هذا الامر لم يدم طويلا في اعقاب سقوط حكومة الحريري عام 2011 بسبب انسحاب نواب حزب الله من تشكيلة الحكومة الامر التي اعتبرته السعودية ضربة لنفوذها في ظل تعاظم النفوذ الايراني عبر حزب الله وهذا الامر ازداد تعقيدا واخذ منحى اخر بعد عام 2016 و تحديدا بعد انتخاب ميشيل عون رئيسا للجمهورية بدعم من حزب الله وبموافقة الحريري!!
هذة المحطة كانت فاصله في علاقة السعودية بلبنان وهي العلاقة التي تراوحت بين الشروط الحتمية والعبودبة السياسية الاقتصادية وهذا الامر يفسر الاستقاله القسرية التي قدمها سعد الحريري عام 2017 من الرياض وليس بيروت والواضح ان السعودية قد بيَّتت نية الترصد للبنان منذ عام 2017 حتى جاءت الفرصة متاحة بتشكيل نجيب ميقاتي حكومة لبنانية جديدة " لا تعتبر السعودية ميقاتي قريبا منها وهو اللذي خلف سعد الحريري بعد عام 2011 بعد سقوط حكومة الاخير الموالي للسعودية" وتصريح وزير الاعلام اللبناني جورج قرداحي حول الحرب في اليمن وبعدها جاء الرد السعودي الخليجي المُبيَّت بقطع العلاقات السياسية والتجارية مع لبنان..
تصريحات قرداحي لم تكن السبب لكل هذة الزوبعة السعودية الخليجية لابل ان التصريحات كانت فرصة ثمينة لاعلان السعودية حربها على لبنان واللافت للنظر عدم تدخل الرئيس اللبناني ميشيل عون في الازمة واصرار قرداحي على البقاء في منصبة وعدم استقالته من منصبة استجابة للمطلب السعودي الخليجي, لكن في الحقيقه حتى لو استقال قرداحي فهذا الامر لن يُقدم ولا يِؤخر في فحوى النوايا السعودية والرغبة في اخضاع لبنان للسياسة السعودية الخليجية بهدف اضعاف وتحجيم النفوذ الايراني في هذا البلد العربي الذي يعج بالصراعات الطائفية والميليشية بين تيار المستقبل سعودي الهوى وحزب الله ايراني الهوى وسمير جعجع القريب من السعودية وباقي التيارات الاخرى التابعة لاتجاهات وتحالفات اقليمية وعالمية اخرى ...!!
واضح ان العلاقة السعودية الخليجيه اللبنانية تحولت مع الوقت الى مفهوم معطيات العبودية السياسية والاقتصادية وهذا ما يفسر وقف المساعدات الاقتصادية السعودية والخليجية عن لبنان كسلاح ضغط لاضعاف النفوذ الايراني منذ ادركت السعودية سيطرة حزب الله ولبنان على مقاليد القرارات السياسية وتشكيل الحكومات اللبنانية واخرها برئاسة نجيب ميقاتي التي لا تحبذة السعودية وعليه ترتب القول ان فشل رهان السعودية على ال الحريري" التيار السني" وعدم ايجادها لقوة بديله لمواجهة حزب الله"التيار الشيعي" جعلهم يوقفون المساعدات الاقتصادية والرهان على انهيار لبنان بالكامل.. تصريحات قرداحي قدمت فقط العذر والتبرير للسعودية والخليج لتمرير عدم تقديم المساعدات للبنان في ظل ازمتة الاقتصادية الخانقة وبالمناسبة يجد لبنان صعوبات جمة في جلب مساعدات دولية بسبب الاملاءات والشروط الغربية والبنك الدولي والتعقيدات السياسية الداخلية اللبنانية..السعودية قاصدة مع سبق الاصرار وتُصر على فرض العقوبات الاقتصادية على لبنان لضرب نفوذ حزب الله وايران من اجل اعادة لبنان الى مربع النفوذ السعودي الخليجي!!


تصريح وموقف جورج قرداحي حول الحرب في اليمن ليس كله صحيح سياسيا وخاصة ما يتعلق بالموقف من ان " الحوثيون يدافعون عن انفسهم" لكن هذا التصريح ليس سببا في قطع العلاقات والمساعدات السعوديه ولا سيما ان السعودية ودول الخليج تعرضت كرارا ومرارا لهجومات سياسية من قبل حزب الله ونصر الله بما يتعلق باليمن لابل كانت هنالك اتهامات لبنانية بدعم دول خليجية لتنظيم داعش ولم يصل الامر لما بلغه الان من حالة توتر وتصعيد..
ما يجري من تصعيد سعودي خليجي ضد لبنان يشبة الى حد ما الحصار السعودي الخليجي على امارة قطر لكن هذة الاخيرة دولة غنية واستطاعت في عدة سنوات من تجاوز تبعات هذا الحصار وكسره في النهاية فيما لبنان دولة فقيرة يعيش اكثرية سكانها تحت خط الفقر وستجد صعوبة في النهوض من دون مساعدات عاجله تحول دون انهيار الدولة والاقتصاد اللبناني!!
قد يتساءل البعض وماذا مع وعن العبودية الايرانية في لبنان؟ وهذا السؤال مشروع والجواب ان العبودية الايرانية الاقتصادية والطائفية حاصلة في لبنان وتفرض شروطها على مجريات الامور على قطاع طائفي شيعي ممثل ب حزب الله لكنها تقدم العون لهذا القطاع والحزب ولا تقطع المساعدات في اي ظروف كما فعلت السعودية التي تزعم انها تدعم وتمثل طائفة " السنة" عبر حزب " تيار المستقبل" اللذي يتزعمة ال حريري اللذين يمثلون واجهة النفوذ السعودي في لبنان وبالتالي النظام السعودي يمارس العبودية الاقتصادية والسياسية بحق لبنان تحت حجة مواجهة النفوذ الايرانية عبر محاربة نفوذ وسلطة حزب الله.. السعودية تمارس العدمية السياسية وتحاول ايجاد مخرجا لها في حربها التدميرية والعبثية على اليمن عبر خلق معادلات اقليمية طرفها الرئيسي ايران الداعمة لحزب الله في لبنان وجماعة الحوثي في اليمن.. الاداء السعودي في لبنان سئ وفي اليمن اسوأ وفرض الحصارات الاقتصادية سياسة فاشلة وعليه ترتب القول انه ان الاوان ان يخرج لبنان من تحت عباءة العبودية السعودية بالقول : لا للاملاءات السعودية ونجوع ولن نركع والكرامه الوطنية اولا واخرا!!.


من الواضح ان تصريحات جورج قرداحي كانت مجرد شماعة تحاول وحاولت السعودية تعليق كل فشلها في لبنان عليها لكن في المحصلة دق قرداحي مسمار اخر في نعش العبودية السعودية في لبنان... لبنان في مرمى العبودية السعودية وان الاوان لوقف وتحجيم هذة العبودية..!!

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   


مقالات متعلقة