الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 17:02

سبحان مغيّر الأحوال- القائمة المشتركة من الموالاة إلى معارضة الخطة

بقلم: د. سامي ميعاري

د. سامي ميعاري
نُشر: 06/11/21 13:52,  حُتلن: 17:30

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

بداية، أُؤكد لكم بأن مقالتي هذه ليست من باب المناكفات، إنما هي من أجل عدم الوقوع في تكرار الأخطاء.
وبما أنه تم سنُّ قانون الميزانية للعام 2021-2022 بالأغلبية، فلا شك بأنه ستكون لهذا القانون إسقاطات على التنمية الاقتصادية والمستوى المعيشي للمواطنين في إسرائيل. ومن الواضح بأن قانون الميزانية هذا يحمل في جعبته نقاطاً عديدة تساهم في النمو الاقتصادي خلال العامين المقبلين، كما يحمل القانون في جعبته خطة التطوير الاقتصادي في المجتمع العربي، الذي كان على مدار الأشهر الأخيرة في حالة كرّ وفرّ، ما بين القائمة الموحدة ووزارة المالية، مع تدخل لسلطة التطوير الاقتصادي في المجتمع العربي، ومعارضة شديدة اللهجة من القائمة المشتركة لهذه الخطة.
ويهمني أن أوضح بأن هذه الخطة خطة تطوير وليست خطة سد فجوات، وأن هذه الخطة وإن كانت في جعبتها العديد من النقاط الإيجابية للمجتمع العربي، إلا أنها ما زالت تستدعي النهج البائس القديم الذي أدّى وسوف يؤدي إلى العديد من الثغرات في التطبيق.
لقد ناقشتُ الخطة مع العديد من أعضاء الكنيست والوزارات، ولا أريد هنا الدخول في السياق المهني للخطة، لأننا قمنا بنشر تقرير كامل عن هذه الخطة قبل أسابيع، ولكن ما يلفت أنظاري هو بعض التصرفات السياسية، التي تحمل المتناقضات والعجائب، ومردودها على المستوى المهني سلبي جداً.
فمنذ العام 2010 عندما طُرحت الخطة السابقة وأنا في حالة صد ورد مع سلطة التطوير سابقاً، وبعدها القائمة المشتركة فيما يخص مهنية تلك الخطة وقدرتها وإمكانية تطبيقها، ومنذ الأيام الأولى للخطة 922 كنت نوّهتُ بأن تطبيق تلك الخطة لن يصل إلى 30 %، وبعد عدة سنوات اتضح بكل جلاء كم كان تحليلي صائباً وأصاب كبد الحقيقة.
وكانت خلال تلك الفترة مناقشات حادّة عديدة مع القائمة المشتركة بأطيافها كافة، وكذلك مع اللجنة القُطرية، وعبّرتُ عن استيائي المهني من تلك الخطة بكل توازن علمي مسنود بالأدلة، واليوم – ويا سبحان الله – تقوم المشتركة بمناكفة الموحدة في الخطة 923 وتقوم بعرض عيوبها التي هي امتداد واستنساخ لعيوب مثيلتها 922 ، من حيث عدم مهنية الخطة الجديدة ، علماً بأن ذلك ينطبق على الخطة 922 التي كانت المشتركة تتبناها ، وبقدرة قادر، أصبحت القائمة المشتركة اليوم تشكك في القدرات التي عملت على الخطة 923 مع أن المشتركة عملت في السابق مع نظير هذه القدرات غير المهنية.
هذا يعني بأن القائمة المشتركة تعترف وبعد سبع سنوات بأن كل ما قامت به خلال السنوات السبع السابقة من ترويج وتسويق ل 922 كان خطأ فادحاً، اليوم أجدهم وكأنهم يقولون لي: صدقت ...
ولكن: من أجل أن تكون صادقة أمام الجماهير العربية، يتوجب على القائمة المشتركة أن تخرج وتصرّح بأن أخطاء الخطة الجديدة ما هي إلا استكمال لأخطاء الخطة 922 التي كانت تتبناها وتمدحها وتدافع عنها.

* د. سامي ميعاري- محاضر في جامعه تل ابيب وجامعه اوكسفورد ومدير عام المنتدى الاقتصادي العربي

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   
 

مقالات متعلقة