الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 09:02

يأخذني الخريف إلى نواميس الطبيعة والجمال‎‎

بقلم: يوسف حمدان

يوسف حمدان
نُشر: 24/11/21 17:51,  حُتلن: 18:06

يأخذُني الخريفُ إلى نواميسِ الطبيعةِ في الحياةِ وفي الجمالْ..
يرسمُ الألوانَ في صٌوَرٍ تبثُّ السِحرَ في الضوءِ المُخضبِ بالظلالْ..
أكاليلٌ ملونةٌ تسحرُ الألبابَ، تعلو على الأشجارِ في أرض المزارع والرُبى..
ويفرشُها على الأرضِ البسيطةِ والحواكيرِ الصغيرةِ والجِبالْ..
هو لوحةٌ جمعت ملامحَ مِن أفانينِ الفُصولِ جميعِها..
تذوي الزهورُ به لكي نراها تُبرعِمُ من جديدْ..
يعرّي الغُصنَ من أوراقهِ الخضراءْ..
يودع رحلةَ الأوراقِ بعد سُقوطها.. ذهبيةً، حمراءَ أو صفراءَ،
حتى يُعيدَ إلى الأغصانِ مجدَ الحُلَّةِ الخضراءَ في عُرسٍ جديدْ..
في الليل همسُ الريح يُسمع خلف أبوابِ المنازلْ.. في النهار أشجارُ البرتقالِ
وقد بدت مُرصّعةً بحباتِ الثمارِ كأنها ثرياتٍ مرصعةٌ بأقمار السماءْ..
***
هذا الفصلُ يفتح بابَهُ للشمسِ أحياناً..
ويوكلُ للخفيفِ من السحابِ نُعومةَ المطرِ..
كريمُ القلبِ.. يسقي الغرسَ، إن بالسيلِ أو بتواتر القَطَرِ..
يهدي الناسَ أصنافَ الفواكهِ والخُضارْ..
يُشهرُ موسماً للتوتِ والتفاحِ، والملفوفِ والجَزَرِ..
شَرَفُ الطبيعةِ أنها جبّارةٌ.. ورحيمةٌ بجميع ما يُغني حياةَ بني البَشَرِ..
لكنّها، إن قوبِلت بالمكْرِ والعُدوانْ..
تحيل رياضنا إلى بيداء بائسةٍ بلا مطرِ..
إن تمادَيْنا بضَخِّ غازِ الأرضِ في حِضن الفضاءْ..
سيفضُّ ذاك الغازُ الحاجز الجوي الذي يحمي كوكب الأرض من لهب السماءْ..
ستَفتِكُ الشمسُ بالطيرِ والأنهارِ والشجَرِ..
لا تستعجلوا يومَ القيامةِ قبل موعدهِ!
فإذا فعلنا، هذي الطبيعةُ لن تُبقي لنا حَجَراً على حَجرِ..
يا بني آدمَ! هذي الأرض دارُكُمُ.. لا تخذلوها! فاعلموا وتفكروا:
إن لكم يدٌ في ورشة القَدَرِ..
حواءُ! لا تبكي على تفاحةٍ سقطتْ.. في هذه الأرضِ تفاحٌ
إذا صُنّاهُ أبهجَ أنفُس الأحياءِ حتى آخر العُمُرِ.

نيويورك

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com
 

مقالات متعلقة