الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 17:02

مواقع التواصل الاجتماعي.. بين مؤيد ومعارض

بلال سعيد حسونة

بلال سعيد حسونة
نُشر: 09/01/22 12:15,  حُتلن: 13:43

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

استوقفني في احدى المرات، جدال بين مجموعة من الأصدقاء، كان موضوعه حول مواقع التواصل الاجتماعي، وفيما إذا كانت هي المسؤولة عن ضعف الروابط الاسرية في المجتمع العربي وتدهور اوضاعه بصورتها الحالية، وكانت دهشتي كبيرة حين سمعت اِجماعا شبه كامل بأن هذه المواقع هي المذنبة في تفكك مجتمعنا وتدهوره!
كما نعلم جميعا، فقد غزت العالم قبل نيف وثلاثة عقود ثورة اتصالات كبيرة، تجسدت بظهور الشبكة العنكبوتية، وما تلاها من انتشار البريد الإلكتروني والفيسبوك والواتس اب وغيرها من شبكات التواصل الاجتماعي. فأصبح العالم مكانا صغيرا سهل التواصل بين سكانه أينما كانوا، وبدأ الجميع يستعمل هذه الشبكات كوسيلة تسلية وأيضا كمكان يجد فيه المستخدم إجابات لأمور طالما أثارت فضوله وحبه للاستطلاع. اِلا أن الحقيقة التي نتناساها متعمدين، أن هذه الشبكات الاجتماعية جاءت أصلا لتسهيل الاتصالات بين الشركات الموجودة في شتى انحاء العالم. إضافة الى ذلك، فان هذه الشبكات تسهل التواصل والبحث العلمي في مختلف المؤسسات التعليمية. ولكن للأسف، فقد قرر عدد من الأشخاص أن يستخدموها لأغراض تافهة ما أنزل الله بها من سلطان، فأصبحت الروابط الاجتماعية بين افراد الاسرة شبه معدومة، بسبب انشغال الجميع بهواتفهم الذكية والعالم الموجود داخلها، وهكذا أصبح افراد الاسرة الواحدة يجلسون في مكان واحد بقلوب متفرقة تخلو من مشاعر الدفء الأسري! فهل أصبحنا عبيدا للإغراءات وأداة طيعة للشهوات؟ ألا نملك قرارة أنفسنا باستعمال أجهزة الاتصالات للأغراض المفيدة؟ هل من داع ان يترك الزوجان ابناءهم دون رعاية او اهتمام ليبحث كل منهما عن صداقات آثمة لا تعود على أحد سوى بالويلات والدمار، الأمر الذي يدفع هؤلاء الأبناء الى البحث عن بدائل لآبائهم وامهاتهم في العالم الالكتروني الافتراضي.


اِن التكنولوجيا الحديثة جاءت لخدمة الشعوب وتقدمها، ومرافقة الأفراد والجماعات الى ميادين التطور والازدهار. وهنا يبرز السؤال: " الا نستحق ان نكون متساوين مع شعوب العالم المتحضرة؟ ألا نستحق أن نعيش داخل عائلاتنا بانسجام ومحبة وطمأنينة واحترام؟ ألا يستحق أبناؤنا أن يعيشوا مع أهلهم بعيدا عن المتاعب والطلاق والمحاكم وغير ذلك؟ فليقف كل منا لحظة واحدة يجيب نفسه على هذه التساؤلات عسانا نتخذ لأنفسنا سبيلا نحو التغيير واتجاها جديدا على درب الصراط المستقيم. وإذا كان موقفنا هو إلقاء اللوم على هذه الشبكات كمسؤولة ومذنبة عن متاعبنا، فإنما نحن بذلك ندرج أنفسنا كشعب متخلف لا يصلح للتقدم ولا للتطور. ليس العيب في وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن العيب فينا نحن حين نسيء استخدامها، وهذا أمر واضح لا يحتاج الى تفكير. وهنا اود التذكير بقول الامام الشافعي:


نعـيب زماننــا والعـيب فـينا * ومــا لزماننا عيب ســـوانا
ونهجو ذا الزمان بغير ذنب * ولو نطق الزمان لنا هجانا
وليس الذئب يأكــل لحم ذئب * ويأكـل بعضنا بعض عيانا

مقالات متعلقة