الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 12:01

الشاب رامي مرهف الاحساس يرمي سهاما من حرير تُصيب ولا تخيب-السفير منجد صالح

السفير منجد صالح
نُشر: 19/01/22 00:17

بعد ظهر أمس مررت على مكتبة دار الرعاة في منتصف شارع رُكب في وسط مدينة رام الله لإلقاء التحيّة على أبي ابراهيم، صاحب المكتبة، المثقّف العريق والعتيق.

لم أجد "أبو ابراهيم لانه كان سافر إلى عمّان ومازال هناك بالسلامة.

لكن الشاب رامي الذي يعمل في المكتبة منذ عشرين عاما، وهو مديرها الآن استقبلني باحترام وحفاوة، وجلسنا نُدردش. 

لاحظت أن رامي مهمومٌ ومُشوّش،وهو لم يُخفِ ذلك وانما أسرّ لي سبب همّه وغمّه والغيمة التي تُظلّله!!

رامي مهمومٌ بسبب قطّه المُدلّل المحبوب .. أمضى في كنفه حتى الآن سنتان، لكن القط مؤخّرا قد بلغ الفطام وغادر مرحلة الطفولة إلى مرحلة الفحولة والرجولة، هذا الوضع الجديد عليه وعلى رامي نفسه، يُسبّب له الغوص في بحرٍ عميق من الخيارات والاحتمالات!!

يشرح لي وهو ممسك برأسه برؤوس أصابعه: 

لا أدري ماذا أفعل، فانا قلق من أن افقد قطّي.، يقول رامي بمرارة و"تلبّك"!! احتمالات الحلّ أمامي ضيّقة، تتراوح بين أن أعقّم القط (يُفقده ذكوريته) وبين أن أبحث له عن "زوجة" ، أو أن أعطيه لأحدٍ يملك أنثى قطة كي يتزاوج معها، وهنا يمكن أن أفقده للأبد!!!!.

والغريب في الأمر أن رامي يطلب مني النصيحة ومساعدته في ايجاد الحلّ المناسب.

أنا استبعدت احتمال تعقيمه تماما، وقلت له ان ذاك طريق لا رجعة فيه وغير انساني وقاسي. وأخبرته أنّ في كتابي القصصي الثالث تحت الطبع حاليا توجد قصة عنوانها "مخصي في قصر الأمير. 

وفي الأخذ والرد في دردشتنا فضّلنا أن يتم اعارة القط لعائلة أو شخص لديه قطة جميلة حتى يتزاوج معها و"يهدأ"، وبعد ذلك يستعيده هادئا كما كان قبل فورة ذكوريّته. 

ودّعت رامي مرهف الإحساس على أمل أن يُطبّق الحل وتسير الأمور على ما يُرام.

كاتب ودبلوماسي فلسطيني

 

مقالات متعلقة