الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 17:02

زغلول الدامور/ بقلم: ناجي ظاهر

ناجي ظاهر
نُشر: 28/01/22 14:33

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

اشتهر بسرعة البديهة. قال الشعر الزجلي المنبري وكاد يتحدث به متواصلا مع الناس في وطنه الام لبنان وفي عالمه الاب الوطن العربي، انتشر اسمه في كل مكان خلال العديد من السنوات، صال وجال في منابر القول الزجلي، خاض منافسات شعرية لافتة مع اعلام عصره في الزجل. انه الشاعر الزجلي اللبناني المبدع زغلول الدامور. يوم امس الخميس، السابع والعشرين من كانون الثاني الجاري، صادفت ذكرى رحيله السنوية الرابعة، معيدة محبي قوله الشعري الزجلي الى اسمه المدوي وتراثه الشعري العصي على النسيان.
انعاشا للذاكرة نقول: ولد جوزيف الهاشم، وهذا هو اسمه الحقيقي، في احدى قرى الريف اللبناني عام 1925 وعبّر عن موهبته في القول الشعري الزجلي قبل بلوغه العاشرة من عمره، الامر الذي لفت أنظار اقرانه الطلاب ومعلميه. فاطلقوا عليه اسم زغلول الدامور نسبة إلى بلدة الدامور مسقط راس والده. وقد عُرف بهذا الاسم واشتهر به.. منذ سن التاسعة حتى مفارقته الحياة. قبل اربع سنوات، وذلك عن ثلاثة وتسعين عامًا مباركة وحافلة بالعطاء.
أسس زغلول الدامور فرقته الزجلية الاولى عام 1944، واقام برفقتها المئات من العروض الزجلية داخل بلده لبنان وخارجه، في دول مختلفة منتشرة في ربوع العالم. ويذكر الناس في بلادنا ايضًا عروضه الشعرية الزجلية في التلفزيون اللبناني قبل العشرات من السنين، وما حفلت به من براعات قولية شعرية ردّدها الكثيرون وحفظوها عن ظهر قلب، واذكر بالمناسبة كيف كنا نجتمع برفقة والدتنا الراحلة الغالية لنستمع إلى اجمل الاقوال المنظومة والمعارضات الشعرية المفهومة، وكانت تلك العروض تُدخل البهجة إلى بيتنا وتنشر فيه الحبور والسرور.. بالضبط كما كانت تفعل في الالاف والملايين من البيوت والدور.
من المعروف أن زغلول وأعضاء فرقته انتموا الى مدرسة الشعر الزجلي المنبري.. وهو يختلف نوعًا ما عن الحداء الشعبي. علمًا انه ينهل من منابعه الثرّة الغنية. والفرق بين الزجل المنبري والحداء يظهر أكثر ما يظهر في أن المنبري يتجلّى في الجمالي الابداعي. في حين أن الحداء يتجلى في الاساس بالجمالي الاجتماعي تحديدًا. أما ما يجمع هذين الضربين من القول الشعري هو أنهما يقومان على المواجهات فيما بين الشعراء. علمًا أن المنبري قد يعتمد على شاعر واحد مبدع. قريب جدًا من شاعر اللغة الفصحى.. وقد اشتهر زغلول بالمعارضات الشعرية، ويُسجّل له أنه تفوق أيضًا في القول الشعري الذاتي، وسوف اورد في نهاية هذه الكلمة عنه واحدة من زجلياته الجميلة والمعروفة أيضًا.
لقد انطوت برحيل زغلول الدامور صفحة اخرى من صفحات الزمن الحنون الجميل.. صفحة رائعة ومؤثرة.. ملأت حياتنا وحياة الملايين من ابناء امتنا العربية بالجميل من منظوم الكلام.. وجواهره النضيدة، فله الرحمة والذكر الباقي.
من أشهر قصائد- باللهجة اللبنانية
زغلول الدامور
صدفة التقو بعيونها عيوني
و عالبيت من غير وعد عزموني
و قلبي فلت مني و سبقني وطار
و مدامعي عالدرب دلوني
ولحقت قلبي و عملت مشوار
عبساط جانح ريح مجنونة
ومن غيرتي عليها خيالي غار
و تحارَب جنوني مع جنوني
وصّلت ... ولقيت القلب محتار
والــ عازمتني مقدّرة فنوني
و أحلى ما إيدي تحترق بالنار
عا بابها دقيت بجفوني
و سمعت صوت بيشبه الأوتار
حرّك شعوري و فيّق ظنوني
و قالت يا أهلا ... ودخلت عالدار
و عيونها بديو .... يحاكوني
وايدين مثل الشمعتين قصار
ما عرفت كيف و ليش ضموني
ولفّوا ع خصري داير و مندار
و لولا ما أجمد كان حرقوني
والشعر ياليلي بلا أنوار
من عنبر كوانين مشحونة
وجبين طافح بالحلا فوّار
خلاّ عقول الناس مفتونة
والحاجبين الجار حد الجار
سيفين بالحدّين ذبحوني
وجوز الحلأ عا دَينتين زغار
من الجرح بعد الذبح شفيوني
والأنف قمقم شايلو العطّار
لدموع أحلى زهور ليمونة
لو شافتو بيّا عة الأزهار
بتقول منّو العطر بيعوني
وخدين متل الزنبق بنوار
أكتر ما بدي عطر عطيوني
إلــ بيشوفهم بيقول توم قمار
جاعوا و طلبوا الأكل و المونة
وشفاف حمر بيسكرو الخمار
من فرد نقطة خمر سكروني
وسنان شال الفل منها زرار
بيضا بلون العاج مدهونة
و العنق مثل الخيط عالبيكار
مسكوب لا ورقة ولا معجوني
و الصدر من أتقل و أغلى عيار
متحف درر و كنوز مدفوني
و تفاحتين بيبهرو الأنظار
عالصدر ... يا ريتن يقبروني
و عالخصر عيني بتحسد الزنار
لو مطرح الزنار حطوني
تا كنت أكشف قوة الأسرار
و معليش لو مجنون عدوني
يا ناس هيدا اللي جرى و لصار
و تتصدقوني .... و تا تعذروني
روحوا معي عا بيتها شي نهار
و تفرجوا عا حسنها من بعيد
- و ان ضل فيكن عقل ... لوموني.

مقالات متعلقة