الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 15:02

من لم يتعظ من الموت فلا واعظ له

بقلم: د.صالح نجيدات

د. صالح نجيدات
نُشر: 04/02/22 23:03,  حُتلن: 23:04

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

كثر الموت بين الناس وهذه سنة الحياة، ومن مات له عزيز يصدم ويتألم كثيرا، وهناك من ينهار نفسيا وجسديا، ولذا على الإنسان أن يهيء نفسه لمثل هذه الحالات ويكون مستعدا لاستيعابها، فالموت وصفه الله عز وجل بالمصيبة، فهو قاهر العباد، وهادم اللذات ومفرق الجماعات والاحباب والاعزاء.

قال النبي محمد عليه الصلاة والسلام : "أتاني جبريل فقال: يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزيّ به".

فكرة الموت مخيفة خاصة حين يمر الشخص بتجربته أكثر من مرة لموت الاعزاء، وحين تدرك أن الإنسان برحيله من هذه الدنيا خسر كل شيء وأصبح في خبر كان وبلا أي شيء إلا من عمله، تقف أمام الميت مفكرا كيف كان يهز الأرض وكيف أصبح جثة هامدة. البارحة كان يضحك ويغني ويخطط للمستقبل، وفجأة مات وانقطع كل شيء، وهذا الشخص غادر الى العالم المجهول، وتستعرض حياتك كلها معه في لحظة وكأنه لم يكن.

تستعرض ذكرياتك معه، الحلوة والمرة. فجأة هذا الانسان الذي كان معك قبل لحظات او ساعات او ايام الان قد انتهى وانتقل الى عالم آخر. يا لها من صدمة مؤلمة وتشعر ان الحياة قد توقفت ويصعب عليك استيعاب هذا الحدث الجلل.

بعد موت الأعزاء تختلي بنفسك وتبدأ تفكر بالموت وأهواله وفي قرارة نفسك تعرف انك سوف تمر انت في هذه التجربة المخيفة عاجلا او آجلا وتموت لانه لن ينجو احد من الموت. تتذكر من رحلوا من الاهل والاقارب والاصدقاء وفجأة تزهد الحياة وتجدها فارغة لا قيمة لها. خساراتنا في هذه الحياة كبيرة جدا،  فتشعر ان الألم والحزن جزء من هذه الحياة، لم نكن نفكر بذلك التفكير الجدي والمهم حين كنا صغارا، لاننا لم ندرك حقيقة هذه الحياة. أن كل نفس ذائقة الموت، وكل شيء زائل الا وجه الله تعالى. رحم الله امواتنا جميعا وأدخلهم فسيح جنانه.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com

مقالات متعلقة