للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
لم أقرأ ولم أسمع يوما ما عن دولة مصابة بـ "هستيريا الأمن" سوى الدولة العبرية التي اعترف "حبيب قلبها" منصور عباس بشرعية يهوديتها ودافع عنها بكل ما يملك من قوة سياسية. هذه الدولة، التي يسجل تاريخها الحديث ممارسات اغتصاب وفساد من رؤساء دولة ورؤساء حكومات ووزراء وضباط فيها، بشكل فاضح، يصح تسمية مجتمعها بـ مجتمع الإغتصابات والرشاوى والفساد.
إسرائيل الدولة التي تعتز "زوراً" بأنها بلد الديمقراطية في الشرق الأوسط، هي أيضاً دولة مصابة بعقدة الأمن، وحكامها يراقبون كل ما يجري بينهم وحولهم بعين الشك. اليمينية العنصرية أييليت شاكيد وزيرة الداخلية في حكومة بينيت، والتي تشارك فيها "الحركة الإسلامية الجنوبية" التي يشرف على سياستها عضو الكنيست منصور عباس، أصدرت قراراً بمنع فضيلة الشيخ رائد صلاح من السفر خارج البلاد حتى الثالث عشر من شهر مارس/آذار العام الحالي، قابلة للتمديد إلى ستة أشهر.
ليش يا معالي الوزيرة؟ ماذا فعل الشيخ حتى يصدر بحقه هذا القرار؟ بالتأكيد لم يفعل شيخ الأقصى أي شيء يسيء لدولة قانون القومية، لكن الوزيرة اليمينية التي أصرت على منع شمل عائلات فلسطينية بدعم من منصور عباس، تبرر قرار المنع بأنها اقتنعت بناء على معلومات وضعت أمامها أن سفر الشيخ رائد صلاح خارج البلاد يشكل خطرا على أمن الدولة، وتخشى من أن سفر الشيخ رائد إلى خارج البلاد، سيستغل لإجراءات لقاءات مع ما أسمتها منظمات إرهابية ودعم مصالح الحركة الإسلامية، (والمقصود هنا الشمالية المحظورة)
شاكيد كانت "كريمة" في قرارها وأمهلت الشيخ رائد مدة 14 يوما لتقديم اعتراض على منعه من السفر. ولو أن شاكيد تعرف أن السلطات القضائية ستغير من مضمون القرار لما أعطت الشيخ وقتاً للإعتراض. وبالتأكيد فإن كل شيء متفق عليه ولا سيما فيما يتعلق بالشيخ. تصوروا أن دولة نووية مثل إسرائيل تخاف من شيخ جليل، سلاحه عقيدته وإيمانه، فهي مصابة بـ" الهلوسة الأمنية" ولا يروق لها ترك شيخ الأقصى بحاله، بل تختلق له دائماً أسبابا لمضايقته.
وزيرة الداخلية شاكيد وحكومة بينيت وكل الأجهزة الأمنية، كلهم يعرفون أن الشيخ لا يشكل أي خطر على دولتهم، وهذا برأيي قمة الهراء عندما يتحدثوا عن خطر أمني قد ينجم عن الشيخ في حال سفره. يعني القرار صادر عن "شك" وليس عن "إثبات". والحقيقة هي أن القرار ناجم عن حقد ضغين على الشيخ الذي رفض في السابق كل المغريات وأصر على أن يكون مدى حياته في خدمة الأقصى والقدس وعلى عدم التنازل عن الثوابت الوطنية.
ليست هي المرة الأولى التي يمنع فيها الشيخ من مغادرة البلاد، فقد تم منعه عدة مرات في السابق بزعم أنه يشكل خطرا على أمن الدولة، حتى أن السلطات المعنية منعته سنوات عديدة من دخول القدس والمسجد الأقصى المبارك، وذلك ضمن ملاحقة سياسية للنيل من حريته والتضييق عليه بشكل دائم.
ملاحقة الشيخ بدأت منذ مطلع الثمانينات. بعدها لم يسلم شيخ الأقصى من ظلم سلطات دولة قانون القومية، فقد أعادوا سجنه في الأعوام 2003، 2010 و 2016. لكن العام 2017 لم يكن عاماً هادئاً للشيخ. فقد تم ملاحقته ضمن ما يعرف بـ"ملف الثوابت". حتى أن السلطات البريطانية قامت باعتقاله في العام 2011 ليس لأنه يشكل خطراً على أمن دولة كانت الشمس لا تغيب عن مستعمراتها، بل وحسب التقديرات إرضاءً لحكام دولة وصفتها منظمة "أمنستي" بالعنصرية. صحيح أن منصور عباس لم يعجبه هذا الوصف، لكن العالم الحر مقتنع بذلك، "واللي مش عاجبو يضرب راسو بالحيط"
شيخ الأقصى على قناعة بأن السلطات الإسرائيلية لن تتركه وشأنه ما دام متمسكاً بمواقفه وخصوصاً فيما يتعلق بالأقصى. والشيخ ليس وحده في معركة الأقصى، فشعبه يقف إلى جانبه، لأن الشيخ رائد ليس فخراً للفلسطينيين فقط إنما هو فخر للعرب والمسلمين.
أطال الله بعمر الشيخ وأبعد عنه كل مكروه، ليبقى سنداً قوياً لشعبه وقدسه وأقصاه.