للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

ترقد الحاجة قيسية زيادين (أم عطية)، ابنة الـ95 عاما، على سريرها الطبي، حيث تعاني من إعاقة لا تستطيع معها أن تتحرك بدون مساعدة، وهي لا تعلم أنّ "سلطة أراضي إسرائيل" ألصقت أمر هدم إداري على بيتها المصنوع من الصفيح، والذي تمّ ترميمه مؤخرا، فاعتبرته السلطات أنّه بناء جديد رغم مرور أكثر من 25 عاما على بنائه.

ويقول أهل الحاجة أم عطية إنّها تعيش في ملكوتها الخاص، وبحاجة إلى رعاية مستمرة وبالتالي فهي بحاجة إلى مساحة تستطيع من خلاله أن تعيش بكرامة ما تبقى لها من عمر. ويشير نجيب أبو بنيّة، وهو قريب المسنة، إنّ هذه القضية تؤكد أن السلطات الإسرائيلية لا تهتم بالإنسان في البيت، ولا يهمها أن كان هناك طفل أو امرأة تربي أطفالها لوحدها أو حتى عجوز تقارب على المئة من العمر، كانت هنا قبل قيام إسرائيل.

أما يوسف زيادين، صهر العجوز، الذي رافق مراسل "كل العرب" في زيارته للمسنة، فيؤكد أن كل ترميم لبيت قديم من الصفيح يهترئ نتيجة تقلبات الطقس من الحر الشديد في الصيف والأمطار والبرد القارس في الشتاء، يتحول إلى بيت غير قانوني. ويضيف: "كلنا غير قانونيين بالنسبة للسلطات على اختلاف حكوماتها".

ويضيف عضو اللجنة المحلية لقرية وادي النعم، ومن أكبر المعارضين لمخطط التهجير والتضييق على القرية التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 13 ألف نسمة، أنّه لن يقوم بهدم المنزل مهما كلفه ذلك. ويضيف قائلا: "حتى وإن كان لا بد من الهدم فليهدموه هم ولن أهدمه أنا بيدي، وسنستمر بالنضال بكل ما لدينا من قوة ولن نسمح أن يمر هذا الأمر بهدوء. السلطات الإسرائيلية قامت بتصوير البيت من الجو، وعلقت أمر هدم إداري، ونحن نرفض هذه السياسة تماما".

أعضاء في لجنة التوجيه لعرب النقب، المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، قاموا اليوم السبت بعقد اجتماع طارئ بقرية وادي النعم، للاطلاع عن كثب على أوضاعها المعيشية، وأكدوا أنه يجب تحويل الأرقام من آلاف البيوت التي تمّ هدمها إلى حالات إنسانية، ونشر هذه القضايا على أوسع نطاق ليس في البلاد فحسب بل في العالم بأسره.

في الأسبوعين الأخيرين تم توزيع أوامر هدم إدارية لبيوت بنيت قبل أكثر من سنتين، بينها بيوت في قرية خشم زنّة التي تمّ الاعتراف بها مؤخرا، تابعة للمواطن إسماعيل العثامين – الذي قامت لجنة التوجيه بزيارة تضامن معه - وكذلك تم توزيع أوامر إخلاء لأراض، وهذا تطور جديد في ملاحقة أهل النقب، عدا عن العمليات التي حصلت في الأشهر الأخيرة من تحريش وعملية هدم بيوت وترك عائلات بكاملها بدون مأوى في البقيعة ووادي النعم، وعملية الانزال في عرب أبو سبيلة بقرية أبو تلول - التي لم يسبق لها مثيل ولم يعهدها النقب من قبل.