الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 15:02

يجب تربية أطفالنا على الحوار الهادف-الدكتور صالح نجيدات

الدكتور صالح نجيدات
نُشر: 23/02/22 23:02

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

لا يكترث الاهل في مجتمعنا العربي كثيراً لمشاعر أطفالهم ، فحوارهم معهم كله أوامر وصراخ وتهديد وتخويف منذ الصغر عكس ما يقوم به الاهل في المجتمع الغربي من الحوار الهاديء والهادف والمحب مع أطفالهم آخذين بعين الاعتبار جيلهم الصغير وعقلهم غير المتكامل , فيتكلمون معهم على مستوى عقل الطفولة ولذا يتعلم الطفل الغربي لغة الحوار الصحيحة منذ نعومة اظفاره بينما في مجتمعنا فأنَّ بعض الاهل بكلامهم العنيف وبصراخهم أفسدوا تربية أطفالهم بالقمع والضرب فينشأون فاقدي الحب والحنان والعطف فتنعكس على تصرفاتهم عند الكبر، وأنَّ العنف عند أطفالنا هو نتاج تربية عنيفة في بيوتنا وان كل طفل غير محاور وأناني هو نتاج بيت متسلط ومفكك .
وللأسف الأهالي في مجتمعنا العربي يستعملون أساليب، الأمر والنهي مع أطفالهم ، وفرض رأيهم على أطفالهم عند الحوار او النقاش معهم ولا يعطى الطفل الفرصة بإبداء رأيه أو حتى التعبير عما يجول في عقله ،
ولذا ليس فقط الاسرة مطالبة باجراء الحوار الهادي والهادف بل المعلم في المدرسة مطالب أيضا بتوفير فرص حقيقية للحوار بينه وبين الطالب وتعزيز ممارسته من خلال العملية التعليمية ،
أهلنا الكرام , ان توفير الأكل والملبس ووسائل الترفية ليست كفيلة بإيجاد شخصية متكاملة وسوية عند الطفل لانه لابد من إشباع الحاجات النفسية الضرورية لاستقرار النفس وتحقيق أقصى درجات الأمان والتوافق النفسي والاجتماعي، وأنَّ من الأخطاء التربوية الشائعة التي يقع فيها كثير من الآباء، اهمال أهمية ممارسة مهارات الحوار الأسري، خاصة مع الأبناء, أو افتقاره لمتطلباتهم العمرية والحوار معهم بفوقية ، ممَا يسبب الانفعال والنفور عند الطفل .
الاخوة الأعزاء , الأبناء الذين يتربون على أساليب الحوار الناجحة هم أكثر الشخصيات الأهدأ نفسية، وأنَّ كثيرا من الدراسات أكدت أنَّ لجوء الوالدين إلى استخدام أساليب التعامل القاسية، كالعنف اللفظي أثناء المناقشات، تجعل الأبناء يشعرون بالخوف والرهبة والإذلال والقلق والاكتئاب ، وهذا يؤثر على نموهم النفسي ويفقدهم ثقتهم بأنفسهم .
إنَّ الأسرة هي الحضن الدافىء الذي يؤسس للحوار , وأن الأسرة التي يسودها الحوار تكون أكثر استقراراً وبعداً عن المشكلات والخلافات. وتعتبر بيئة صحية لتنشئة جيل واعٍ متزن يقبل الرأي المخالف ويتحاور معه ولا يصادر حرية أصحابه .
 

مقالات متعلقة