الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 16:02

أشجار، أزهار والنباتات – لفترة حمل مع أقل ضغوطات نفسية وجسدية

إعداد: وكالة زافيت

كل العرب
نُشر: 03/03/22 20:49,  حُتلن: 00:32

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

المقالة من إعداد وكالة زافيت التابعة للجمعية الإسرائيلية لعلوم البيئة والمناخ.

أشار بحث إسرائيلي جديد الى أن هنالك علاقة بين العيش في بيئة خضراء (بوجود نباتات) ومستويات منخفضة لهورمون الكورتيزول – هذا الهورمون يفرز بحالات الضغط، لدى النساء الحوامل.

معلوم لدى غالبيتنا أن فترة الحمل هي فترة قد تكون مليئة بالتوترات ومصحوبة بالضغوطات النفسيَة، المرأة الحامل تحاول الحذر دائما من أجل الحفاظ على جنينها الصغير والضعيف نسبيًا داخل جسدها، محاولة اتباع كافة التعليمات من الأخصائيين: بدء من التقييدات الغذائية (التزود بالمكملات الغذائية) وحتى الامتناع من التعرض لدرجات حرارة متطرفة. بالإضافة الى ذلك، فحالة الضغط ذاتها قد تسبب أضرار للجنين.

بالرغم من ذلك، عامل أساسي واحد قد يؤثر بشكل إيجابي وملحوظ على تقليص مستوى الضغط الذي ينتج في فترة الحمل، هذا العامل هو النباتات والأشجار من حولنا. في بحث إسرائيلي جديد وجدت علاقة مباشرة بين كمية النباتات في البيئة المعيشية للمرأة الحامل وبين مستوى هورمون الكورتيزول، هذا الهورمون يؤثر على حالتنا النفسية والضغط النفسي. من خلال البحث تم قياس مستوى الهورمون في الثلث الأول لفترة الحمل.

في السنوات الأخيرة، ازدادت الأبحاث والأدلة العلمية التي تدل على أن الانكشاف أكثر للبيئة الطبيعية والنباتية (مثل الحدائق العامة، الغابات، الشواطئ والطبيعة عامة) يؤثر على صحتنا النفسية والجسدية. العيش في منطقة نباتية أكثر متعلق بنسبة وفيات أقل مقارنة مع مناطق أخرى، بالإضافة الى ذلك يقلل احتمال الإصابة ب: أمراض في الجهاز التنفسي، أمراض قلب، مرض السكري من النوع الثاني، والسمنة الزائدة وأمراض نفسية.

في الأبحاث السابقة وجد أن هنالك تأثيرات إيجابية للمناطق الخضراء على الحمل. في بحث دكتور كيرن اچاي-شاي، المسؤولة عن مختبر الصحة والبيئة في كلية الطب في جامعة بار ايلان، والتي قادت البحث الجديد، وجدت أنه كلما كانت النساء معرضة للبيئة الخضراء أكثر، تقل نسبة الخطر في ولادة مبكرة وولادة أطفال تحت الوزن المعدل.

هورمون الضغط
في بحث الدكتورة "اچاي-شاي" والبروفسور "لي كورن" وبروفسور "اهرون ولير" من جامعة بار ايلان، بمشاركة طاقم أطباء وطبيبات من مستشفى النساء (المركز الطبي ربين) والذي نشر في المجلة العلمية Environmental Research. في البحث تم قياس مستوى الكورتيزول في شعر النساء، الكورتيزول والذي يدعى ايضًا "هورمون الضغط" تفرزه الغدة الكظرية ومن وظائفه أن يساعد الجسم على التأقلم والتعامل مع حالات الضغط والضائقة.

عندما يكون الجسم في حالة توتر وضغط، فان ردة الفعل الأولى هي ارتفاع وتيرة نبض القلب وسرعة التنفس. كلما كان التوتر أكبر واستمر لفترة أطول فان الجسم يفرز هورمون الكورتيزول حتى يحافظ على حالة يقظة عالية.

هذا الهورمون يؤثر على تبادل المواد في خلايا الكبد، العضلات، الدهنيات، ويؤدي لتوفير سكريات من أجل تزويد الجسم بالطاقة لمواجهة الاخطار الخارجية.

هذه الحالة في طبيعتها عندما تحدث بوتيرة عالية وأوقات مطولة قد تؤدي لأضرار للجسم، مثل: ضغط دم عالي، تراكم كولسترول، سمنة زائدة، أمراض قلب وغيره.

كشفت أبحاث أخرى العلاقة بين الكورتيزول وبين مشاكل صحية مختلفة. وكذلك علاقة بين مستويات عالية للهورمون وظهور امراض قلبية وانفجارات في الاوعية الدموية الدماغية لدى كافة الأجيال. للكورتيزول قدرة على اختراق غشاء الجنين والتأثير على تطور الجنين. أضف الى ذلك، مستوى عالي من الكورتيزول لدى النساء الحوامل قد تؤدي الى بطء في النمو العقلي في السنة الأولى للطفل، قد تؤدي للشعور بالمخاوف، حالات يأس لدى الأطفال حتى جيل عامين وقد يؤدي الى ارتفاع باحتمال تعقيد عملية الولادة، ولادة مبكرة وولادة أطفال دون المعدل العام في الوزن.

بحسب الباحثة اچاي-شاي، تم اختيار الشعر من أجل قياس نسبة الكورتيزول لأن باقي الطرق (مثل: عينة دم، او من اللعاب) قد تعطي معلومات فقط لوقت الفحص. " شعر الانسان ينمو بمعدل سم(سنتيمتر) واحد بالشهر، ولذلك، بواسطة فحص مستوى الكورتيزول بالشعر يعطي مؤشر لمستوى الهورمون خلال الشهر- ويمكن أن يعطي دلالات لأكثر من شهر، حسب طول الشعر.

مجموعات ضعيفة عرضة للتأثير بشكل أكبر
في الأبحاث تم اخذ عينات شعر من 217 امرأة حامل وتم فحص مستوى هورمون الكورتيزول بجزء الشعر حديث النمو في الثلث الأول للحمل. هذه الفترة تحديدًا (الثلث الأول من الحمل) مهمة جدًا لتطور الجنين.
أضافت اچاي-شاي: وفقًا لعنوان السكن (الموقع) وتحليل صورة القمر الصناعي للمنطقة يمكن أن نعرف نسبة التغطية النباتية لكل امرأة بمحور 100 متر، 300 متر و500 متر من بيتها. "وجدنا أنه كلما عاشت النساء بمنطقة خضراء أكثر كلما قلت نسبة هورمون الكورتيزول لديهن-مقارنة بين الثلاث مسافات" تقول "اچاي-شاي". استعمل الباحثون أدوات متقدمة من عالم الاحصائيات التي طورت خصيصًا من أجل منع أي تأثيرات جانبية على نتائج البحث، مثل: الوضع الاقتصادي-الاجتماعي، التدخين، الوزن. من الجدير بالذكر أنه في مجموعة البحث هنالك نساء من مستوى اجتماعي- اقتصادي متدني ونسبة تأثرهن كانت أعلى من نساء من مستوى اجتماعي -اقتصادي عالي. هذا المعطى يتناسب مع الاستنتاجات من المعطيات البحثية سابقًا، "والتي بحسبها فان عوامل بيئية خارجية تؤثر أكثر على النساء مع مستوى اقتصادي-اجتماعي متدني (تأثيرًا ايجابيًا أو سلبيًا). وهذا بسبب أن النساء في هذه المجموعة تحديدًا تتبع أنماط حياتية أقل جودة من نساء مع مستوى اقتصادي-اجتماعي أعلى (اچاي-شاي).

المكوث في الطبيعة من أجل الاسترخاء
بالرغم من التأثيرات المقلقة لقلة النباتات في مناطق السكن المدنية، فان الحل أبسط مما نتوقع، "هو اتخاذ قرار وأساليب" تقول د. اچاي-شاي: الامر يشبه التطعيمات ومنع الأمراض: من الممكن أن نستثمر قليلًا نسبيُا في الموارد ونزرع أشجار ونباتات، وهكذا يتم تطوير الصحة العامة – بدلًا من المعالجة وقت المرض، درهم وقاية خير من قنطار علاج. كل ما هو مطلوب غرس أشجار أكثر وعدم اقتلاعها من أجل شق شارع إضافي قد لا يكون اساسي، فمن المهم المحافظة على النباتات في بيئتنا.
وايضًا للنساء الحوامل التي تعيش في بيئة قليلة النباتات يوجد حل: في بحث سابق في إسرائيل وجد أن مجرد زيارة قصيرة لمدة نصف ساعة في أحضان الطبيعة او حديقة عامة ترفع من المشاعر الإيجابية وتقلص من المشاعر السلبية. تقلل من مستويات الضغط ويرفع قدرة الأداء الذهني والوظيفي للنساء.
تقول د. اچاي-شاي ملخصة الاستنتاجات:" أنصح النساء الحوامل بالمكوث في الطبيعة، العناية بالحديقة والأشجار وحتى النظر الى صور الطبيعة- كل هذه التوصيات ستجدونها في الأبحاث كعوامل مساعدة لتخفيف الضغط والتوتر.


**هذه المقال اعدت على يد زاڤيت - وكالة أنباء الجمعية الإسرائيلية لعلوم البيئة والمناخ.

مقالات متعلقة